الرئيسة | عن الدار
1. نشأة دار الإفتاء المصرية
2. مكانة دار الإفتاء المصرية
3. مهام دار الإفتاء المصرية
أولا- المهام الدينية لدار الإفتاء المصرية :
1- استقبال الأسئلة والفتاوى والإجابة عنها باللغات المختلفة.
2- استطلاع أوائل الشهور العربية.
3- تدريب الطلبة المبعوثين على الإفتاء.
4- إصدار البيانات الدينية.
5- القيام بكتابة الأبحاث العلمية المتخصصة.
6- القيام بالرد على الشبهات الواردة على الإسلام.
7- التعليم عن بُعْد.
ثانيا- المهام القانونية لدار الإفتاء المصرية:
4. أقسام دار الإفتاء المصرية
أولا: أمانة الفتوى
ثانيًا : قسم الأبحاث الشرعية
ثالثا: مركز التدريب
رابعا: قسم الترجمة
خامسا: مركز الاتصالات والفتاوى الإلكترونية:
سادسًا: الأقسام الفرعية.
5. منشورات الدار
أولا: الموقع الالكتروني:
ثانيا: مجلة الدار :
ثالثًا: النشرة الشهرية المتخصصة:
رابعا: تراث الفتاوى :
6. اللِّجَان.
7. مشروع مركز الأبحاث
8. المركز الإعلامي بدار الإفتاء
نشأة دار الإفتاء المصرية:
تعتبر دار الإفتاء المصرية من أولى دور الإفتاء في العالم الإسلامي؛ حيث أنشئت عام 1895م بالأمر العالي الصادر من حضرة خديوي مصر عباس حلمي؛ الموجَّه لنظارة الحقانية بتاريخ 21 نوفمبر عام 1895م تحت رقم (10)، وقد بُلِّغ إلى النظارة المذكورة بتاريخ 7 من جمادى الآخرة 1313هـ تحت رقم (55).
مكانة دار الإفتاء المصرية:
منذ إنشاء دار الإفتاء المصرية وإلى الآن وهي تقف شامخةً في طليعة المؤسسات الإسلامية التي تتحدث بلسان الدين الحنيف وترفع لواء البحث الفقهي بين المشتغلين به في كل بلدان العالم الإسلامي، فتقوم بدورها التاريخي والحضاري من خلال وصل المسلمين المعاصرين بأصول دينهم وتوضيح معالم الطريق إلى الحق، وإزالة ما التبس عليهم من أحوال دينهم ودنياهم كاشفةً عن أحكام الإسلام في كل ما استجدَّ على الحياة المعاصرة.
ودار الإفتاء المصرية تُعَدُّ أحد أعمدة المؤسسة الدينية في مصر، تلك المؤسسة التي تتكون من أربع هيئات كبرى هي: الأزهر الشريف، وجامعة الأزهر، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء المصرية، فهي تقوم بدور مهم وكبير في إفتاء القاعدة الجماهيرية العريضة والمشورة على مؤسسات القضاء في مصر.
وكانت قد بدأت دار الإفتاء المصرية إدارةً من إدارات وزارة العدل المصرية حيث تُحَال أحكام الإعدام وغيرها إلى فضيلة مفتي الديار المصرية طلبًا لمعرفة رأي دار الإفتاء على جهة المشورة في إيقاع عقوبة الإعدام وباقي أحكام القضاء، ولكن دورها لم يتوقف عند هذا ولم يحد بالحدود الإقليمية لجمهورية مصر العربية فقط، بل امتد دورها الريادي في العالم الإسلامي، ويمكن التعرُّف على ذلك الدور الريادي بمطالعة سجلات الفتاوى منذ نشأة الدار وإلى الآن؛ حيث ترد إليها الفتاوى من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وترد إليها البعثات من طلاب الكليات الشرعية من جميع بلدان العالم الإسلامي لتدريبهم على الإفتاء ومهاراته لتأهيلهم للاشتغال بالإفتاء في بلادهم.
وهذا الدور الريادي نشأ من مرجعيتها العلمية ومنهجيتها الوسطية في فهم الأحكام الشرعية المستمدة من الفقه المتوارث على نحو من التوافق بين الرؤية الشرعية وحاجة المجتمع وذلك لجعل العملية الإفتائية منضبطة لا يشوبها الفوضى أو التخبط.
ونظرا للتطور الهائل في وسائل الاتصالات في العالم أجمع، فإن دار الإفتاء المصرية ظلَّت تواكب هذا التطور، ولذلك فإنها تضطلع بمهام جسام أملتها عليها تلك النقلة النوعية في وسائل الاتصالات والمواصلات، وذلك الاتساع الضخم في الحوادث والنوازل المستحدثة في شتى المسائل العلمية.
مهام دار الإفتاء المصرية
أولا- المهام الدينية لدار الإفتاء المصرية :
ثانيا- المهام القانونية لدار الإفتاء المصرية:
أولا- المهام الدينية لدار الإفتاء المصرية إجمالا:
1- استقبال الأسئلة والفتاوى والإجابة عنها باللغات المختلفة.
2- استطلاع أوائل الشهور العربية.
3- تدريب الطلبة المبعوثين على الإفتاء.
4- إصدار البيانات الدينية.
5- القيام بكتابة الأبحاث العلمية المتخصصة.
6- القيام بالرد على الشبهات الواردة على الإسلام.
7- التعليم عن بُعْد.
وتفصيل الكلام حول هذه المهام كالآتي:
1- استقبال الأسئلة والفتاوى والإجابة عنها: وذلك بالطرق الآتية:
أولا- الإجابة الشفوية؛ وتتطلب هذه الخدمة حضور السائل شخصيًّا إلى مقر دار الإفتاء المصرية، ويجلس السائل مع أحد أمناء الفتوى في مكتبه، ويقوم أمين الفتوى بتسجيل بيانات المستفتي وسؤاله ثم يقوم بإجابة السائل، وتسجيل السؤال والإجابة الخاصة بالسائل في نظام مُعَد لحفظ الفتاوى الغرض منه حفظها والاستفادة منها فيما بعد من خلال قاعدة بيانات مُعَدَّة لذلك الغرض.
ثانيًا- الإجابة المكتوبة، وتحصيل الإجابة المكتوبة له طرق ووسائل، وهي:
أ- تقديم السؤال مباشرة: وذلك عن طريق حضور السائل وتقديم طلبه واستيفاء المعلومات حول السؤال إذا لزم الأمر، ثم يحول السؤال إلى أمانة الفتوى التي تقوم بتحرير الإجابة عليه، ويأخذ السائل ميعادًا ليتسلم فيه الفتوى الخاصة به بعد أن تتم الإجابة عليها.
ب- إرسال السؤال بريديًّا: وذلك بكتابة السائل سؤاله وإرساله في خطاب بالبريد العادي أو المسجل أو السريع على عنوان مقرِّ دار الإفتاء المصرية ، وهو:
( القاهرة – الدراسة – حديقة الخالدين – ص.ب. 11675 )
ثم يُعْرض السؤال على أحد أمناء الفتوى المختصين ، وبعد الإجابة على السؤال يتم إرسال الرد إلى السائل على عنوانه الذي يذكره السائل في آخر رسالته.
ج- إرسال السؤال عن طريق الفاكس: حيث يقوم السائل بإرسال سؤاله عن طريق الفاكس على الرقم المخصص لاستقبال الأسئلة بدار الإفتاء المصرية، وهو:
(25926143)
ثم يُعْرض السؤال على أحد أمناء الفتوى المختصين، وبعد الإجابة على السؤال يتم إرسال الرد إلى السائل وذلك بواسطة رقم هاتف الفاكس الخاص به الذي يذكره السائل في الفاكس المرسل، أو على العنوان البريدي الذي يريد أن تُرسَل له الإجابةُ عليه.
د- إرسال السؤال عن طريق البريد الإلكتروني: حيث يقوم السائل بالدخول إلى الموقع الإلكتروني لدار الإفتاء المصرية على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، ثم يتجه إلى قسم طلب الفتوى، فيكتب عنوان موضوع سؤاله (الصلاة – الحج ... إلخ) ثم يكتب بريده الإلكتروني، ثم يكتب سؤاله ويرسله، وبعد إرسال سؤاله يعطيه الموقع رقما سريًّا خاصًّا بالسؤال، وعلى السائل الاحتفاظ به حتى يدخل ويرى إجابته، ثم يقوم أحد أمناء الفتوى المختصين بالرد على الفتاوى الإلكترونية بالإجابة على السؤال وإرساله إلى البريد الالكتروني الخاص بالسائل، وبعد حوالي ساعة من إرسال السؤال يدخل السائل مرة أخرى إلى موقع الدار على شبكة المعلومات قسم الاستعلام عن فتوى ويضع رقم سؤاله حتى يرى الإجابة أو يدخل إلى عنوان بريده الإلكتروني الخاص به يجد الإجابة قد أرسلت إليه.
ثالثًا- الإجابة الهاتفية؛ وقد قامت دار الإفتاء المصرية بعمل خدمة هاتفية للاستفتاء عن طريق الاتصال برقم مختصر يسهل على طالب الفتوى استخدامه سواء في ذلك أن يكون المتصل من داخل البلاد أو من خارجها:
فمن داخل مصر يتم الاتصال برقم: (107).
ومن خارج مصر من رقم: 25970400(00202) إلى رقم 25970430(00202).
- وعند اتصال السائل بخدمة الهاتف يتم استقبال مكالمته من خلال أحد موظفي مركز الاتصالات (Call Center) فيقوم بأخذ بياناته، ثم يساعده في متابعة الإرشادات الصوتية الآلية حتى يستطيع السائل تسجيل سؤاله، ثم يعطيه النظام الآلي رقمًا سريًّا خاصًّا بسؤاله، وبعد ذلك يتم تحويل السؤال آليًا إلى أحد أمناء الفتوى المختصين بالرد على الأسئلة الهاتفية للإجابة عنه في خلال ساعة، فإذا دخل السائل إلى الخدمة الهاتفية بعد حوالي الساعة، واتبع الإرشادات الصوتية الآلية -حيث يطلب البرنامج منه الرقم السري الخاص بسؤاله- استطاع سماع الإجابة عن سؤاله.
- ويبلغ عدد الفتاوى التي تصدر شهريًّا من دار الإفتاء المصرية شفاهة وكتابة، وعن طريق الهاتف والبريد الإلكتروني والبريد العادي والفاكس حوالي خمسين ألف فتوى تقريبًا حسب آخر الإحصائيات.
2- استطلاع أوائل الشهور العربية:
من أشهر مهام دار الإفتاء المصرية استطلاع أَهِلَّة الشهور القمرية حيث تتعلق بها المواسم الدينية للمسلمين؛ وفي سبيل ذلك تستطلع دار الإفتاء المصرية أهلةَ الشهور القمرية كلها عن طريق لجان شرعية علمية تضم شرعيين وتضم مختصين بالفلك، ولا يقتصر ذلك على أشهر المواسم الدينية فقط كشهر رمضان وشوال وذي الحجة وهي الشهور التي تتعلق بها العبادات الشرعية الإسلامية، بل تستطلع الدار أهلة كل الشهور حتى تنضبط رؤية هذه الشهور على الوجه الذي يوصل معه للتحديد الصائب لأوائل الشهور الثلاثة ذات الأهمية في عبادة المسلمين ويُؤمَن به حصول أي خطأ في الرؤية.
وهذه اللجان المذكورة مبثوثة في كافة أنحاء مصر في طولها وعرضها، في أماكن مختارة من هيئة المساحة المصرية ومن معهد الأرصاد بخبرائه وعلمائه، فيها شروط الجفاف وشروط عدم وجود الأتربة والمعوقات لرصد الهلال. ويعلن فضيلة المفتي نتيجة الرؤية -التي تستند إلى ما قرَّرته المجامع الفقهية من أن إثبات الرُّؤْية لا بد أن يكون بالرؤية الشرعية، وأن الحساب الفلكي يؤخذ به في النفي لا في الإثبات- في حفل رسمي يحضره كبار رجال الدولة.
كما تقوم الدار بالتعاون مع جامعة القاهرة وبعض الدول العربية والإسلامية، على العمل على إطلاق القمر الصناعي الإسلامي والذي ستكون إحدى مهامه رصد أوائل الشهور العربية، بحيث يساعد ذلك على وحدة المسلمين في عبادتهم.
3- تدريب الطلبة المبعوثين على الإفتاء:
تستقبل دار الإفتاء المصرية بعثات من طلاب الكليات الشرعية من عدة دول إسلامية، من الراغبين في التدريب على الإفتاء وتحصيل مهاراته حتى يتمكنوا من القيام بِمُهمَّة الإفتاء في بلادهم بعد عودتهم إليها.
ومن ثَمَّ فإن دار الإفتاء قد قامت باعتماد منهج في صورة دورة للإفتاء مدتها ثلاث سنوات، يتلقى الطالب فيها مجموعة من المواد المؤهلة لمهمة الإفتاء ، ويقوم بتدريس هذه المواد نخبة من أساتذة جامعة الأزهر، كما يحضر الطالب مجالس الإفتاء تحت إشراف السادة أمناء الفتوى، ويتلقى أيضا تدريبًا عمليًا على مهارات الإفتاء تحت إشراف إدارة التدريب بالدار، ويمنح مجتاز هذه الدورة شهادة في نهاية مدة دراسته تفيد تلقيه التدريب على الإفتاء بدار الإفتاء المصرية.
4- إصدار البيانات الشرعية المختلفة:
تَمُرُّ من آن لآخر ظروف بالأمة الإسلامية تجعل من الواجب على أولي الأمر من العلماء أن يبيِّنُوا للناس القول الفصل في القضايا التي تُثَار على الساحتين الإقليمية والدولية وذلك لمنع محاولات التضليل والتشكيك في ثوابت الدين، وإزالة أسباب الشِّقَاق والفتنة في المجتمعات المسلمة.
وذلك في أحداث مثل احتلال العراق، ومنع الحجاب في فرنسا، والطعن في الصحابة الكرام، والتفجيرات الآثمة التي تروع الآمنين، وغير ذلك من الأحداث والقضايا المختلفة.
ولذلك فإن دار الإفتاء المصرية تقوم بإصدار البيانات من حين لآخر كلما دعا داع لذلك الأمر، وهي تعلن ذلك البيان بكافة الوسائل الممكنة، من خلال الصحف السيارة ومن خلال موقع الدار على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت)، ويشرف على إعداد هذه البيانات ونشرها لجنة التقويم العلمي والإعداد الإعلامي في الدار.
5- كتابة الأبحاث العلمية المتخصصة:
حيث تقوم الدار بكتابة الأبحاث العلمية الشرعية بأسلوب أكاديمي متخصص في المسائل المستجدات وغيرها مع عرض الأدلة ومناقشتها بتوسع واستفاضة بما يسد ثغرة في مجال البحث العلمي الشرعي.
6- رد الشبهات عن الإسلام:
نظرا للهجمات الشرسة التي لا تتوقف على دين الإسلام، فإنه كان من اللازم القيام بالرد على مثل تلك الشبهات التي تشغب على الناس عقائدهم، وتساعد في إنشاء عقلية الخرافة التي جاء الإسلام لمواجهتها والقضاء عليها.
وقد تم تخصيص باب مستقل بالموقع الالكتروني للدار للرد على هذه الشبهات، حيث تم تكوين فريق من الباحثين في الدار لتجميع تلك الشبهات، والرد عليها بالحكمة والبراهين العلمية.
7- التعليم عن بُعْد:
تقوم دار الإفتاء بالإعداد لأول مركز من نوعه للتعليم عن بُعْد؛ وذلك في مجال الإفتاء الشرعي حيث يتم إعداد المناهج المتخصصة في مجال الإفتاء الشرعي، ومن ثَمَّ بث ذلك على موقع خاص بالتعليم عن بُعْد.
ومن المتوقع أن توفر هذه الخدمة على طلاب العلم عناء السفر للحصول على دراسة دورة الإفتاء بالدار كما هو حاصل في وقتنا هذا، حيث يمكنهم من خلال موقع التعليم عن بُعْد أن يحصلوا على المعارف والمهارات الإفتائية التي تؤهلهم للقيام بدور الإفتاء بعد ذلك في بلادهم.
وانطلاقا من المرجعية العالمية لدار الإفتاء المصرية في مجال بيان الأحكام الشرعية فإن المركز من خلال الموقع سيقدم خدمة جديدة وعاجلة في مجال الدعم والاستشارات الفنية الإفتائية تعليمًا وتدريبًا وذلك لجميع المراكز الإفتائية المحتاجة لذلك الدعم؛ مما يعمل على التواصل العلمي البنَّاء في مجال الفتوى، وهو ما يعمل بإذن الله على القضاء على فوضى الفتاوى السائدة في هذه الأيام.
ثانيا- المهام القانونية لدار الإفتاء المصرية:
تقديم المشورة الشرعية للمحاكم المختصة في قضايا الإعدام:
من المهام المنوطة بدار الإفتاء تقديم المشورة الشرعية للمحاكم المختصة في قضايا الإعدام؛ حيث تحيل محاكم الجنايات وجوبًا إلى المفتى القضايا التي ترى بالإجماع وبعد إقفال باب المرافعة وبعد المداولة إنزال عقوبة الإعدام بمقترفها، وذلك قبل النطق بالحكم. وهذا الإجراء معمول به منذ صدور القانون الجنائي الوضعي ولائحة الإجراءات الجنائية في مصر في أواخر القرن التاسع عشر .
والمفتى حين يفحص القضية المحالة إليه من محكمة الجنايات، إنما يدرس الأوراق منذ بدايتها فإذا وجد فيها دليلا شرعيًّا ينتهي حتمًا ودون شك بالمتهم إلى الإعدام أفتى بهذا الذي قامت عليه الأدلة.
فعمل المفتى هو عرض الواقعة والأدلة التي تحملها أوراق الدعوى على أنواع وشروط الأدلة ومعاييرها في الفقه الإسلامي، دون الالتزام بمذهب معين، بل عند اختلاف الفقهاء يختار الرأي الذي يمثل العدالة وصالح المجتمع؛ ذلك لأن لكل دليل شروطه التي يلزم توافرها حتى يؤخذ به قضاء؛ على ما هو مُبَيَّن في موضعه من كتب الفقه.
فإذا قام عليها الدليل أو الأدلة الشرعية كانت المشورة المقدمة بالإعدام، أما إذا خرج ما تحمله الأوراق عن هذا النطاق، كان الإعمال لقول عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه الذي صار قاعدة فقهية في قضاء الجنايات لدى فقهاء المسلمين: (لأن يخطئ الإمام في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة)؛ لأن القرآن حرَّم قتل النفس الإنسانية بغير حق، سواء كان هذا القتل عدوانًا أو كان جزاءً وقصاصًا . فوجب التحقق من واقع الجريمة وتكييفها وقيام الدليل الشرعي على اقتراف المتهم إياها حتى يُقتَص منه.
أقسام دار الإفتاء المصرية
أولا: أمانة الفتوى
ثانيًا : قسم الأبحاث الشرعية
ثالثا: مركز التدريب
رابعا: قسم الترجمة
خامسا: مركز الاتصالات والفتاوى الإلكترونية:
سادسًا: الأقسام الفرعية.
أولا: أمانة الفتوى:
هي لجنة تضم الهيئة العليا لكبار علماء دار الإفتاء المصرية، وقد أُنشِئت في عهد فضيلة الأستاذ الدكتور/ علي جمعة مفتي الديار المصرية الحالي بقرار صادر من فضيلته؛ نظرًا لكثرة النوازل وتعدد الوقائع، والحاجة إلى الاجتهاد الجماعي الذي هو أبعد عن الخطأ من الاجتهاد الفردي، وتلبيةً لما أحدثته ثورة التكنولوجيا من كثرة الفتاوى الواردة إلى دار الإفتاء وتنوعها؛ سواء عن طريق الحضور الشخصي، أو الاتصال الهاتفي، أو عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، أو بالبريد، أو بالفاكس، مع الإقبال الشديد من الجمهور على الدار لمعرفة أمور الشرع الشريف في شتَّى مناحي الحياة، بعد أن كثرت الفتاوى من غير المتخصصين بين الناس.
وأمانة الفتوى تضطلع بالرد على جميع الأسئلة الواردة إلى الدار، وتعمل تحت إشراف فضيلة مفتي الديار المصرية.
كما تقوم أمانة الفتوى بتدريب المرشحين للانضمام لأمانة الفتوى، وذلك انطلاقًا من توجُّه الدار لرفع الكفاءة العلمية لأمناء الفتوى عن طريق التدريب العملي وتوارث الخبرة الإفتائية بين أجيال أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وتُعَدُّ وظيفة أمين الفتوى من الوظائف الرئيسة التي ارتبطت بدار الإفتاء المصرية منذ نشأتها؛ حيث جرى العمل بدار الإفتاء منذ أن ارتبطت بنظارة الحقانية ثم وزارة الحقانية ثم وزارة العدل على أن يعاون المفتي عدد من العلماء بالفقه الإسلامي. وكان المنوط بأمين الفتوى هو إعداد الفتوى للعرض على المفتي، والمعاونة في البحوث الفقهية والقانونية.
وقد تم تفعيل دور أمين الفتوى من خلال قرار فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور/ علي جمعة بإنشاء أمانة الفتوى، والتي أصبح دورها أشبه بالمجمع الفقهي المتكامل؛ حيث تضم نخبة من علماء الشريعة الإسلامية، ويعاونها فريق من الباحثين الشرعيين في قسم الأبحاث الشرعية وسيأتي بيان الدور المنوط به.
وفي سبيل الفهم الصحيح للواقع الذي تصدر فيه الفتوى قامت دار الإفتاء المصرية بالاستعانة بأكاديميات البحث العلمي عن طريق إجراء الكثير من البروتوكولات مع مجموعة من المؤسسات العلمية والأكاديمية؛ مثل المركز القومي للبحوث، وجامعة عين شمس، ودار الكتب المصرية، ومعهد الخدمة الاجتماعية، والبنك المركزي، وغيرها. وهذه البروتوكولات تخول لأمانة الفتوى الاستعانة بالخبرة العلمية لهذه الهيئات عند الاحتياج إليها كل في تخصصه؛ لضمان أن تخرج الفتوى على أساس علمي مؤصل مبني على تصور صحيح مرتبط بالواقع؛ ضرورة أن الفتوى مركبة من الحكم الشرعي والواقع، وأنها تختلف باختلاف الزمان والمكان والأشخاص والأحوال.
وينبثق عن أمانة الفتوى مجموعة من الأقسام المختلفة بحسب كيفية تلقي الفتوى وإجابتها؛ فمنها:
1- قسم الفتاوى الشفوية.
2- قسم الفتاوى المكتوبة.
3- قسم الفتاوى الهاتفية.
4- قسم الفتاوى الالكترونية.
ثانيًا : قسم الأبحاث الشرعية:
قسم الأبحاث الشرعية يضم مجموعة من الباحثين المتخصصين في العلوم الشرعية وظيفتهم العمل على إنشاء الأبحاث المتخصصة وتأصيل الفتاوى تأصيلا شرعيًّا وتعميقها فقهيًّا خدمة للعملية الإفتائية على النحو المطلوب، لمواكبة التطور المستمر للواقع المعيش [بمختلف عوالم هذا الواقع؛ من أشخاص، وأحوال، وأشياء، وأحداث، وأفكار، ونُظُم] الذي أدَّى إلى اتساع حالات الاستفتاء وتنوعها، وإلى ظهور حالات جديدة، لم تكن موجودة في واقع المسلمين من قبل، وإزاء هذا التنوع والاتساع وهذه الجدة كان من اللازم القيام بحركة بحثية واسعة وعميقة لدراسة المسائل الشرعية التي تطورت أحكامها بتطور الواقع أو تلك النوازل التي استحدثت ولم تكن موجودة من قبل، وتأصيل معايير الترجيح والاعتماد في الفتوى من بين الأقوال المختلفة حسب قواعد الشرع الكلية ومصالح الخلق المرعية.
وقد احتوى قسم الأبحاث الشرعية على مجموعة من الشُّعَب لكل منها دور في تحقيق رسالة القسم والدار ككل، وهي:
1- شُعْبة الأبحاث الشرعية:
ويقوم الباحثون في هذه الشُّعبة بإعداد البحوث الشرعية المتسمة بالدقة والعمق في المجالات التي تتعرض لها الفتاوى تحقيقًا وتدقيقًا للمسائل الشرعية التي تدور حولها الفتوى سواء أكانت تلك المسائل مستحدثة أم احتواها التراث الفقهي من قبل؛ آخذين في بحثهم بأساليب ومناهج البحث العلمي المستقرة جامعين إليها ما اقتضاه الواقع واستحدثه التطور المستمر للعلوم الإنسانية من مناهج بحثية، وما توصل إليه التطور الهائل في العلوم بعامَّة من نتائج وإنجازات يستخدمها الباحثون في الشعبة كمعطيات في العملية البحثية.
وتعد مهمة البحث الشرعي من المهام الأصيلة بدار الإفتاء المصرية فقد كان من المنوط بأمين الفتوى - ووظيفته من الوظائف الرئيسة منذ نشأة دار الإفتاء - المعاونة في البحوث الفقهية والقانونية.
2- شُعْبة القضايا الإسلامية:
وهي شعبة منبثقة من مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية تعنى بالأصالة بإنشاء أبحاث شرعية ذات طبيعة خاصَّة ومنهج معين في كتابتها وصياغتها؛ حيث يقوم الباحثون بإعداد القضايا المتعلقة بالآتي:
أ) المسائل التي اختلف فيها العلماء خلافًا سائغًا، وهي مُثَارة بين المسلمين بشكل ينقلها من حيز الظني إلى حيز القطعي، ومن دائرة المسألة إلى دائرة القضية.
ب) المسائل التي يكون الشائع فيها بين الناس مخالفا للصواب ومُصَادِما للمقررات الشرعية.
ج) المسائل المفهومة على غير وجهها من بعض الطوائف، مما ينبني عليه تكفير للناس أو تبديع للمسلمين أو تصدع في الصف الإسلامي.
فيهدف الباحث إما إلى بيان أن الأمر واسع وأنه لا إنكار في مختلف فيه وأن لكل قول وجاهته وأدلته، أو إلى إبراز القول المختار لدى الدار وتعضيده وتقويته.
3- شعبة الرد على الشبهات:
يقوم الباحثون في هذه الشعبة بالرد على الشبهات التي تثار حول الإسلام في الداخل والخارج والتي تَرِد إلى الدار عن طرق البريد الإلكتروني كما تتابع الشُّعْبة الرد على الشبهات التي تتكرر إثارتها في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، فتبين الفهم الصحيح للدين الإسلامي بأسلوب يناسب العقل المعاصر ويجلي مقاصد الشرع الشريف ، كما يقوم الباحثون بالشعبة بإعداد بحوث منهجية حول قضايا الاشتباه، كدراسة أسباب الاشتباه ومناهج الرد ونحوها.
4- شعبة الفكر الإسلامي:
وتعنى هذه الشعبة بمعالجة القضايا الفكرية المعاصرة وبيانها عرضًا وتأصيلا، كما تعتني أيضًا بالكتابة في المسائل المتعلقة بالأخلاق والقيم، فتتعرض للمفاهيم الأخلاقية في الإسلام وتنتقد المفاهيم الأخلاقية المغلوطة والقيم المستوردة المرفوضة في الإسلام.
ثالثا: مركز التدريب:
يقوم هذا المركز بتقديم مجموعة من الأنشطة التدريبية؛ وهي كالآتي:
1- التدريب الراقي :
في إطار ما تشهده الأُمَّة الإسلامية من تحديات ووضع مأزوم، ارتأت دار الإفتاء المصرية أن من واجب الوقت أن تعمل على تحسين الأداء الدعوي لدى المتصدرين للعمل الدعوي من المتشرعين (أي: دارسي الشريعة الحاصلين على درجات علمية ويتصدرون للدعوة الإسلامية، من المدرسين بالجامعة وأئمة المساجد) رجاء أن يعود هذا التحسين على هؤلاء المتشرعين بمزيد من الوعي والإدراك لواقعهم وحاجات أمتهم الحضارية، والتمهر في التفاعل مع المستجدات المعاصرة بوعي وكفاءة؛ وذلك للوصول إلى النموذج المنشود للداعية القادر على أداء دوره في تمثيل الديانة والعِلم والأمة في المواقع والمواقف المختلفة تمثيلا مُشَرِّفًا وفعَّالا وذلك من خلال استيعاب العصر وأسئلته ومشكلاته، وتقديم الأجوبة والحلول والآراء المكافئة لما في الواقع من معقدات ومتداخلات؛ فيتخلق داعية مثقف متفاعل مبادر؛ يستمع للآخرين جيدًا، يستوعب أفكارهم وآراءهم وقِيمهم، يتفاهم مع الاختلافات والتنوعات، يستجيب برصانة، يقرأ النصوص والأقوال بعمق، يُشَخِّص الوقائع، ويفسرها ويُحَلِّلها، يُقَوِّم، ويتبنى المواقف عن دراسة وبحث، يقدم أطروحاته بلغة العصر فيجمع بتمَكُّن بين الشرع ومحله: الواقع؛ فيؤدي واجب وقته فينفع أمتين: أمة الإجابة، وأمة الدعوة.
وفي هذا الإطار وتحت رعاية فضيلة مفتي الديار المصرية أ.د. علي جمعة ، وإشراف المستشار: أحمد إيهاب سلطان، أُنْشئ مركز التدريب بدار الإفتاء المصرية لإعداد وتنفيذ الدورات التدريبية المعمقة لتحسين مهارات العمل الدعوى للدعاة من المتشرعين؛ حيث: يتم تدريبهم بعمق على مهارات في: الإدارة والاستراتيجية، والحوار والتفاوض، والاجتماع العمراني، والإحصاء، وقيادة الرأي العام، والإعلام والاتصال، والعلاقات الدولية، ومناهج البحث وتحليل النصوص. وذلك كله لتحسين أدائهم الدعوي باعتبارهم قادة للرأي العام.
ويتم إطلاعهم بشكل مُرَّكز على قدر من المعارف الأساسية في مجالات علوم الواقع المعاصر. توعيتهم باتجاهات فكرية وعلمية وقيمية مختلفة تتواجد في الساحة، وتمرينهم على استيعابها والتفاعل معها إيجابيًّا.
ويتم توفير الفرصة للمتدربين للقيام بالاتصال المباشر بالنماذج الناجحة والفعالة في المجتمع المصري عن طريق الحوارات المباشرة مع النماذج القيادية الناجحة في جميع مجالات الحياة.
ويتم الاطلاع المباشر على الواقع من خلال الزيارات للمواقع المختلفة.
2- تدريب المبعوثين:
تدريب المبعوثين على الإفتاء إحدى المهام التي تطلع بها دار الإفتاء المصرية تفعيلا لدورها العلمي في مجال الإفتاء.
وتقوم دار الإفتاء بهذه المهمة منطلقة من رؤية ترتكز على أن الإفتاء فنٌّ تحتاج ممارسته إلى خبرة عالية تساعد صاحبها على التعامل مع المسائل على اختلافها وتنوعها؛ ومن ثَمَّ تقوم الدار بهذه المهمة باعتبارها من أهم دور الخبرة وأقدمها في فن الإفتاء.
الهدف من هذا التدريب:
تأهيل المفتين بإكسابهم معارف ومهارات وتغيير اتجاهاتهم ليتصفوا بثلاث صفات:
- المنهج المستنير.
- الوسطية الجامعة.
- الوعي بالواقع.
ولقد مر تدريب المبعوثين في الدار بمراحل هي:
أ) مرحلة تدريب الأفراد:
وهذه المرحلة كانت السفارات والقنصليات ترسل إلى الدار بعض الأفراد من القضاة والمفتين للتدريب؛ حيث تدرب في الدار قضاة من جزيرة بروناي المجاورة لماليزيا، كما تدرب فيها سكرتير عام دار الإفتاء في جمهورية جزر القمر الإسلامية لمدة ثلاثة أشهر، وذلك على الأعمال المكتبية والإدارية، وتدرب فيها أيضا قضاة من ماليزيا.
ب) مرحلة التدريب النظامي:
وهذه المرحلة يتم التدريب فيها عن طريق الدورات فيدرس المتدرب فيها مقررات دراسية لمدة عامين، ثم يحضر مجلس الإفتاء ويتدرب على مهارات الإفتاء لمدة عام ثالث.
ج) مرحلة الجمع بين النظامي والتدريب عن بعد:
وهذه المرحلة يتم الجمع فيها بين نظام الدورات ذوات السنوات الثلاث، وبين التدريب الذي تستخدم فيه تقنية التعليم عن بعد باستخدام الوسائل الرقمية.
د) التدريب عن بُعْد:
تقوم دار الإفتاء بالإعداد لأول مركز من نوعه للتعليم عن بُعْد؛ وذلك في مجال الإفتاء الشرعي حيث يتم إعداد المناهج المتخصصة في مجال الإفتاء الشرعي، ومن ثم بث ذلك على موقع خاص بالتعليم عن بُعْد. ومن المتوقع أن توفر هذه الخدمة على طلاب العلم عناء السفر للحصول على دراسة دبلوم الإفتاء بالدار كما هو حاصل في وقتنا هذا، حيث يمكنهم من خلال موقع التعليم عن بُعْد أن يحصلوا على المعارف والمهارات الإفتائية التي تؤهلهم للقيام بدور الإفتاء بعد ذلك في بلادهم.
وانطلاقا من المرجعية العالمية لدار الإفتاء المصرية في مجال بيان الأحكام الشرعية فإن المركز من خلال الموقع سيقدم خدمة جديدة وعاجلة في مجال الدعم والاستشارات الفنية الإفتائية تعليمًا وتدريبًا وذلك لجميع المراكز الإفتائية المحتاجة لذلك الدعم؛ مما يعمل على التواصل العلمي البنَّاء في مجال الفتوى، وهو ما يعمل بإذن الله على القضاء على فوضى الفتاوى السائدة هذه الأيام.
ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق رسالة واضحة، وهي: نشر الوسطية في الإفتاء للحفاظ على مجتمع إسلامي كفء وفعَّال، ومساعدة من يطلب الأحكام الشرعية بمصداقية ووعي. والمركز عندما يقوم بهذا المشروع فإنه يقوم به تحقيقًا لعدد من الأهداف التي تسعى دار الإفتاء لتحقيقها؛ وهي:
1- إقامة وسائل للاتصال مع كل الراغبين في القيام بمهام الإفتاء بواسطة الدعم العلمي والاستشارات العلمية.
2- إمداد الراغبين بمهام الإفتاء بالمعارف اللازمة لإدراك الواقع بصورة صحيحة، وتأهيلهم للقيام بمهام الإفتاء من خلال إكسابهم مهارات تحليل الواقع المعاصر بجميع مجالاته.
3- فتح مجال النقاش البنَّاء في المسائل محل الخلاف للوصول إلى رؤية متزنة من أجل القضاء على بعض السلبيات مثل: التسرع في الفتوى أو التراخي في إصدارها.
4- دراسة أساليب الإفتاء المختلفة وصيغ عرضها لاختيار الأسلوب الأمثل -وضوحًا ودقة- الذي يتناسب مع السياقات المحيطة بالفتوى.
5- تأسيس منهج بحثي تأصيلي للعملية الإفتائية من خلال وضع المناهج الدقيقة للبحث في المسائل وتحويلها إلى مواد علمية يمكن نقلها وتعليمها والتدريب عليها.
6- إنشاء مرصد للنوازل والوقائع الخاصة بالأمة على هامش البرنامج التعليمي ليساعد على التدريب على الإفتاء في قضايا الأمة.
7- ربط القائمين بمهمة الإفتاء من خلال شبكة الاتصالات بدار الإفتاء المصرية وبسائر المجامع الفقهية للاستفادة من الخبرات في التعامل مع الوقائع المعاصرة.
رابعا: قسم الترجمة:
لقد أدى التطور الهائل الذي أحدثته ثورة التكنولوجيا في وسائل الاتصالات إلى اتساع نطاق تبادل الآراء والمعلومات، وسرعة انتشار الأفكار والآراء؛ الأمر الذي أثَّر بشكل كبير في اتساع العملية الإفتائية وبروز ما يُسَمَّى بالفتاوى الإلكترونية أو فتاوى شبكة المعلومات. وهو أمر وإن أدى إلى إثراء العملية الإفتائية إلا أنه أدى إلى اضطرابها وشيوع حالة من الفوضى والتداخل في الفتوى، وانطلاقا من الدور الريادي الذي تمثله دار الإفتاء المصرية باعتبارها من أعرق المؤسسات الإفتائية على مستوى العالم، وتفعيلا لجهودها العالمية في إرساء وضبط العملية الإفتائية قامت دار الإفتاء بإنشاء قسم للترجمة يضم فرقا للترجمة باللغات المختلفة، حيث يضم كل فريق من هذه الفرق عددًا من المتخصصين في الترجمة باللغة التي يمثلها الفريق، ويترأس كل فريق أحد المتخصصين الذي قد يكون من أبناء اللغة نفسها، وذلك إمعانًا في تحرِّي الدِّقة والمحافظة على الذَّوق اللُّغوي، وتقاليد التعبير اللغوي في الفتاوى المترجمة لكل لغة من هذه اللغات.
ويقوم فريق الترجمة بالخطوات التالية:
تَلَقي الأسئلة من جميع أنحاء العالم بلغاته المختلفة [إلى الآن توجد سبع لغات وهي: الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، التركية، الروسية، الأردية، الملايو]، وترجمتها إلى العربية لتقوم أمانة الفتوى بدراستها والإجابة عليها ثم يُعِيد قسم الترجمة ترجمتها إلى لغة السائل مرة أخرى.
كما يقوم القسم بترجمة الفتاوى المختارة - التي تختارها لجنة التقويم العلمي والتحضير الإعلامي -إلى اللغات المختلفة [الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، التركية، الروسية، الأردية، الملايو] -الأربع لغات الأخيرة تحت الإعداد حتى تاريخه-؛ وذلك: ليتم نشر هذه الفتاوى على موقع دار الإفتاء المصرية http://www.dar-alifta.org كنماذج لما تصدره دار الإفتاء من فتاوى تُمَثِّل منهج الدار في الفتوى كما تعبر عن اختياراتها الشرعية في كثير من المسائل المطروح على الساحة الإفتائية.
ويقوم قسم الترجمة بترجمة البيانات والمواد العلمية والإعلامية المختلفة التي تصدرها الدار إلى اللغات المختلفة.
خامسا: مركز الاتصالات والفتاوى الإلكترونية:
يقوم مركز الاتصالات بمجموعة من الأدوار المهمة ، تهدف في العموم إلى تيسير وتطوير العمل داخل الدار ، وذلك عن طريق إنشاء وإدارة مجموعة من أحدث النُّظم التقنية التي تخدم العملية الإفتائية من حيث:
1- الربط بين طالبي الفتوى والقائمين على العملية الإفتائية بواسطة أحدث نُظُم الاتصالات [الهاتف، والفاكس، وشبكة الإنترنت، وغيرها من وسائل الاتصال].
2- تيسير استخدام وتعامل القائمين على العملية الإفتائية والبحثية بدار الإفتاء مع الأدوات الحديثة التي تخدم البحث والتعامل مع المصادر الشرعية [كالموسوعات الشرعية الإلكترونية، ومكتبات الكتب الإلكترونية، ومواقع المكتبات والأبحاث الشرعية على شبكة الإنترنت].
3- الربط بين الأقسام المختلفة بدار الإفتاء عن طريق وسائل الربط الحديثة [الشبكات الإلكترونية]؛ وذلك لزيادة الكفاءة والسرعة في تبادل الخبرات وتكامل الأدوار بين الأقسام المختلفة بالدار.
4- تطوير وميكنة تراث الفتوى من حيث التصنيف والحفظ في قواعد بيانات تساعد في استرجاعه والاستفادة منه على النحو المطلوب.
5- استخدام التقنية الحديثة في الجانب الإعلامي وفي الاتصال بالمؤسسات الأخرى بغية توصيل رسالة دار الإفتاء على المستويين المحلي والعالمي على النحو المطلوب.
ولتحقيق هذه الأهداف فإن المركز يضم أحدث أجهزة الاتصالات والحاسبات وخوادم التشغيل والتخزين، وأجهزة الربط، وأحدث النظم والتطبيقات في مجال تشغيل مراكز المعلومات العالمية، وكذلك نظم التأمين وإدارة مراكز المعلومات الحديثة.
كما يضم المركز فريقا فنيًّا مؤهَّلا على أعلى المستويات، يتكون من المتخصصين الحاصلين على الدورات المتخصصة العالمية.
ويضم المركز الأقسام الفرعية التالية:
أولا : قسم الشبكات والصيانة والتأمين:
الشبكات: لإنشاء ودعم الشبكات بالدار.
الصيانة: لصيانة الأجهزة دوريًا.
التأمين: ويهتم بتأمين الشبكات والأجهزة من الفيروسات أو محاولات السطو الإلكتروني على الأجهزة أو على الموقع.
ثانيا : قسم تطوير البرمجيات:
ومهام القسم الأساسية تحليل وتصميم وتطوير وصيانة وإدارة البرمجيات حيث يقوم بالآتي:
1- تطوير البرمجيات:
البرمجيات التي يتم تطويرها إما أن تكون قد أُنْشِئت بواسطة القسم أو يتم شراؤها جاهزة ثم يتم تطويرها وإدارتها حسب الحاجة لذلك بواسطة القسم.
بالإضافة إلى تحليل النظم بغرض الوصول لوضع الأسس السليمة التي تنشأ على أساسها البرمجيات المختلفة، وإدارة كل ما هو موجود من قواعد بيانات وبرمجيات وأنظمة مختلفة.
ومن نماذج البرمجيات التي طورت داخل القسم لتغطية حاجة العمل ما يلي:
1- نظام تراث الفتاوى: وهو نظام يَحْفَظُ جميع تراث دار الإفتاء من فتاوى وأبحاث منذ نشأتها باستخدام قواعد بيانات قوية ومرنة.
2- نظام فتاوى الإنترنت: يتلقي فتاوى السائلين عن طريق موقع دار الإفتاء على الإنترنت والحفاظ على سِريَّة بيانات السائل بإعطائه رقم سِرِّي لسؤاله لاستخدامه عند الدخول للموقع لمعرفة الإجابة.
3- موقع دار الإفتاء على الإنترنت: تُعْرَض فيه مختارات من فتاوى تراث دار الإفتاء منذ نشأتها وكذلك الفتاوى المعاصرة والأبحاث الشرعية والقضايا الإسلامية المعاصرة بعدة لغات، وهو الواجهة الرسمية لدار الإفتاء على الإنترنت.
4- القاموس الإسلامي (تحت التطوير): يوفر إمكانية عرض جميع مفردات اللغة العربية وتراجمها التفصيلية باللغات المختلفة، مع إمكانية إيجاد تصريفات هذه الكلمة ومشتقاتها باللغة العربية ؛ الأمر الذي يوفر سهولة في الترجمة من اللغة العربية وإليها.
5- نظام تقارير وإحصائيات للفتاوى المميكنة: يعطي تقارير يومية للفتاوى الواردة لدار الإفتاء من أي طريق (شفوية – موثَّقَة – هاتف– فاكس – بريد إلكتروني – بريد عادي - انترنت) ويبين حالة الفتوى (جديدة - تحت البحث - مكتملة - مرفوضة) وهذا النظام يخدم إدارة المركز وإدارة دار الإفتاء.
2- إدارة البرمجيات التي تستخدم في الدار:
أمثلة لإدارة برمجيات التي تم تطويرها داخل وخارج الدار:
1- نظام ميكنة الفتاوى: تم تحليل هذا النظام بواسطة إحدى الشركات المتخصصة بالتعاون مع الفريق الفني بدار الإفتاء وطورت الشركة النظام، ويُستخدم أساساً لتسجيل بيانات الأسئلة الوارد لدار الإفتاء بأي طريق من طُرق ورود الأسئلة وإمكانية تتبُّع حالة السؤال في أي وقت لحين الانتهاء من إجابته، ويُساعد النظام أيضًا في أرشفة الفتاوى وتصنيفها.
2- موقع الدار على الإنترنت.
3- قواعد البيانات لكل النظم.
4- نظام الأرشيف الإلكتروني: يساعد في أرشفة جميع المكاتبات الواردة والصادرة من مكتب فضيلة المفتي.
5- نظام فتاوى الإنترنت.
6- نظام IPCC / IVR. يُستخدم هذا النظام أساساً في مركز الاتصالات.
كما يضم القسم عددا آخر من الإدارات المهمة لتنظيم العمل داخل الدار مثل: إدارة المشاريع، وإدارة الموقع [تقنيًّا]، ودعاية الموقع: [يعمل على نشر للموقع في كافة مواقع الإنترنت والمنتديات]، وتصميم الرسوم: [يقوم بكافة أعمال التصميم داخل دار الإفتاء]، والجودة: لاختبار وتأكيد الجودة الخاصة بكافة البرمجيات وكذا بالموقع الخاص بالدار بالتعاون مع إحدى شركات تأكيد الجودة.
ثالثًا: مركز الهاتف (Call Center):
ومهمته استقبال أسئلة طالبي الفتوى عبر الهاتف وتوصيلهم بالنظام لتسجيل أسئلتهم وتسجيل بياناتهم بنظام ميكنة الفتاوى للرجوع لهم وقت الحاجة، وإرشادهم إلى الخطوات اللازمة لمعرفة الإجابة على استفساراتهم لاحقًا.
ويستخدم هذا القسم أحدث التكنولوجيا ووسائل الاتصال من أجهزة حاسبات وهواتف وخوادم.
ويتم استخدام خاصية الرقم المختصر "107" للاستفادة من خدمات المركز من أي تليفون أرضي داخل مصر، أو الاتصال على الرقم "0020225970400" إلى "0020225970430" من خارج مصر.
ويستقبل المركز ما يزيد عن ثلاثة آلاف مكالمة يوميًّا منها ما هو استفسار، ومنها ما هو سؤال شرعي.
رابعاً: قسم دعم الخدمات (Service Support):
ومهمته متابعة الأحداث والتغيرات في مركز الاتصالات والفتاوى الإلكترونية، وجميع أجهزة دار الإفتاء وتسجيلها ومتابعة حلها مع الأقسام المختلفة، ويعتبر هذا القسم حلقة الوصل بين الفريق الفني وجميع مستخدمي الحاسب وتطبيقاته بدار الإفتاء ويعتبر مركزا للشكاوى الخاصة باستخدام فتاوى الإنترنت ومركز الاتصالات والفاكس ويضم مجموعة من الإدارات للقيام بالدعم على النحو المطلوب منها: إدارة الأحداث، وإدارة المشاكل: [لإدارة المشاكل التي قد تتسبب في تعطيل النظام لعمل الاحتياطات اللازمة لمنع حدوثها وتداركها بقدر الإمكان].
منشورات الدار
أولا: الموقع الالكتروني:
ثانيا: مجلة الدار :
ثالثًا: النشرة الشهرية المتخصصة:
رابعا: تراث الفتاوى :
أولا: الموقع الالكتروني:
وهو موقع خدمي أنشأته دار الإفتاء المصرية وبثته على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) تلبية للتقدم التكنولوجي باستخدام أحدث الوسائل لخدمة العملية الإفتائية وتلبية للاتساع والتزايد المستمر في حالات الفتوى، وإسهاما منها في ضبط واستقرار أسس وطرائق الفتوى درءا للفوضى والتخبط اللذين تموج بهما ساحة الفتوى الشرعية.
يقوم الموقع بالمهام الآتية:
1- نشر فتاوى دار الإفتاء:
حيث يتم نشر الفتاوى على موقع دار الإفتاء المصرية، وعنوانه هو:
www.dar-alifta.org
www.dar-alifta.com
www.dar-alifta.net
وهذه الفتاوى هي نماذج لما تصدره دار الإفتاء المصرية من فتاوى مختارة تمثل منهج الدار في الفتوى كما تعبر عن اختياراتها الشرعية في كثير من المسائل المطروحة على الساحة الإفتائية.
وتنشر الفتاوى باللغة العربية، وبلغات أخرى منها: [الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، التركية، الروسية، الأردية، الملايو] -الأربع لغات الأخيرة تحت الإعداد حتى تاريخه- فيقوم قسم الترجمة بالدار بترجمة الفتاوى المختار ترجمتها إلى اللغات المختلفة.
2- التواصل مع طالبي الفتوى على المستويين المحلي والعالمي:
حيث يتلقى قسم الفتاوى الإلكترونية بالموقع الأسئلة من جميع أنحاء العالم باللغة العربية وبغيرها من اللغات المختلفة [إلى الآن توجد سبع لغات وهي: الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، التركية، الروسية، الأردية، الملايو]
وذلك على القسم المختص بتلقي الأسئلة على الموقع الإلكتروني للدار، فيقوم القسم بالإجابة على الفتاوى الواردة، ويقوم قسم الترجمة بترجمة الأسئلة الواردة بغير اللغة العربية لتجيب عليها أمانة الفتوى ثم يترجم قسم الترجمة الإجابة إلى لغة السائل.
3- نشر الأبحاث الشرعية والقضايا الإسلامية والردود على الشبهات والبيانات التي تصدرها الدار:
يقوم موقع دار الإفتاء المصرية بنشر العديد من الأعمال التي أنتجها قسم الأبحاث الشرعية من خلال شعبه المختلفة؛ كالبحوث الشرعية، والقضايا الإسلامية والفكرية، ومسائل القيم والأخلاق، والرد على الشبهات.
كما يقوم الموقع بنشر ما تصدره دار الإفتاء المصرية من بيانات من حين لآخر كلما دعا داع لذلك الأمر.
ثانيا: مجلة الدار :
في إطار النشاط الإعلامي والعلمي لدار الإفتاء المصرية فإنها تقوم بإصدار مجلة للدار باللغة العربية، ويلحق بها قسم لملخصات البحوث باللغة الإنجليزية -وهذا لا يمنع من النشر بلغات أخرى عند اقتضاء الحاجة- وهي مجلة أكاديمية فصلية علمية محكمة تعني بنشر البحوث العلمية، وبحوث الترقية لأعضاء هيئة التدريس في مجال الفقه وأصوله لتحقيق الأهداف الآتية:
1- تأصيل الحقائق العلمية للمستجدات.
2- تأصيل ضوابط الإفتاء وتفعيلها في الواقع العملي.
3- إفساح مجال النشر للمتخصصين في الدراسات الفقهية.
ثالثًا: النشرة الشهرية المتخصصة:
تعد الدار لإصدار نشرة شهرية متخصصة تعنى بنشر الفتاوى التي يسأل عنها المستفتون دار الإفتاء، وكافة الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها والتي تخدم الجمهور والمجتمع وذلك تحقيقا للأهداف التالية:
1- الإعلام بالأنشطة التي تقوم بها دار الإفتاء المصرية.
2- إبانة الأحكام الفقهية السمحة للشريعة الإسلامية.
3- الكشف عن الأحكام الفقهية للمستجدات في الواقع المعيش.
4- التوعية بضوابط الفتوى وشروط الاجتهاد فيمن يتعرض للفتوى، وإبراز جانب الاستشعار الفطري لسلامة الفتوى، وتربية الذوق الأخلاقي للفتوى.
5- التنوير بالتراث الإسلامي عامة وتراث دار الإفتاء خاصة وأعلام الفتوى والفكر الإسلامي.
6- إبراز الفقه الحضاري الذي تتضمنه المصادر الشرعية وفكر أعلامها.
7- تنمية الثقافة الفقهية المستنيرة.
8- إشاعة وسطية الإسلام وتسامحه وعلاقته بالآخر على جهة حسن الجوار والتعاون.
رابعا : تراث الفتاوى :
قامت دار الإفتاء المصرية بطباعة فتاوى منتقاة من سجلات دار الإفتاء المصرية في ثلاثة وعشرين مجلدًا ، وهناك أجزاء أخرى تحت الطبع.
وتقوم الآن دار الإفتاء المصرية بمشروع ضخم وهو إدخال الفتاوى المدونة في سجلات دار الإفتاء المصرية منذ نشأتها عام 1895م ، التي وصل عددها إلى (184) سجلا، وتشمل أكثر من ثمانين ألف فتوى، على الحاسوب وتصنيفها ومراجعتها مراجعة دقيقة، ثم برمجة هذه الفتاوى بالتقنية الحديثة، وتوفيرها لمن يريد الاطلاع عليها من الباحثين والمهتمين للاستفادة منها.
فبعد الثورة التكنولوجية أصبح من الواجب أن تأخذ صور لتلك الوثائق لحفظها للأجيال القادمة، فهذا واجب وطني وديني وعلمي يجب تذكره دائمًا لحفظ كنوز الأمة.
ومن ثَمَّ فقد تم توقيع بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية -وذلك لحفظ السجلات الورقية والنسخ الإلكترونية للفتاوى الصادرة من دار الإفتاء، والسجلات الخاصة بقضايا الإعدام منذ إنشائها حتى اليوم- فالمؤسسات الرسمية في الدولة يجب عليها توثيق وأرشفة جميع وثائقها بدار الكتب بالطرق الحديثة لحفظ تراث مصر. وقد أكد فضيلة مفتى الديار المصرية الدكتور علي جمعة حفظه الله أنه لا يوجد ما يمنع من الاطلاع على قضايا الإعدام وأحكام دار الإفتاء فيها لكن بشروط، أهمها أن يكون الغرض البحث وأن تكون هناك أمانة بعدم إفشاء أسماء من حكم عليهم لكونها متعلقة بأشياء شخصية.
اللِّجَان
نظرا لاتساع العملية الإفتائية وتنوع الفتاوى مما أدى إلى تقاطعها مع كثير من المجالات العلمية فقد احتيج في كثير من الفتاوى إلى الرجوع إلى المتخصصين في المجالات المختلفة ونظرا لذلك فقد كونت دار الإفتاء مجموعة من اللِّجَان المتخصصة التي تخدم ببحوثها وآرائها العلمية العملية الإفتائية؛ حيث يتم اجتماع هذه اللجان دوريًّا أو عند الحاجة ومن هذه اللجان:
لجنة المقاصد:
فمن الواضح أن فقه الواقع بعوالمه المتعددة [عوالم الأشخاص، الأشياء، الأفكار، الأحداث، والرموز والنظم] قد تعاظم دوره على نحو ملحوظ في ظل اتساع حالات الاستفتاء وتنوعها، وبروز ما يسمى بفتاوى الأمة مع الإلحاح بسرعة البت في مسائل واقعها متداخل؛ الأمر الذي برز فيما يسمى [الفتاوى الإلكترونية] أو [فتاوى شبكة المعلومات].
ولمعالجة هذه القضية فقد أنشأ فضيلة المفتي لجنة المقاصد بهدف الاستعانة بالمدخل المقاصدي باعتبار المقاصد من أهم أدوات فقه الواقع والحكم عليه؛ سيما مع اتصال المقاصد الشرعية التكليفية بالمقاصد العليا التي تحرك عناصر الرؤية الإسلامية الكلية في مراحل عملية الفتوى كلها.
وكان الهدف إنشاء جدول أعمال يناقش فيه القضايا المقاصدية وخاصة المتعلقة بفقه الواقع، مع إعداد برن
1. نشأة دار الإفتاء المصرية
2. مكانة دار الإفتاء المصرية
3. مهام دار الإفتاء المصرية
أولا- المهام الدينية لدار الإفتاء المصرية :
1- استقبال الأسئلة والفتاوى والإجابة عنها باللغات المختلفة.
2- استطلاع أوائل الشهور العربية.
3- تدريب الطلبة المبعوثين على الإفتاء.
4- إصدار البيانات الدينية.
5- القيام بكتابة الأبحاث العلمية المتخصصة.
6- القيام بالرد على الشبهات الواردة على الإسلام.
7- التعليم عن بُعْد.
ثانيا- المهام القانونية لدار الإفتاء المصرية:
4. أقسام دار الإفتاء المصرية
أولا: أمانة الفتوى
ثانيًا : قسم الأبحاث الشرعية
ثالثا: مركز التدريب
رابعا: قسم الترجمة
خامسا: مركز الاتصالات والفتاوى الإلكترونية:
سادسًا: الأقسام الفرعية.
5. منشورات الدار
أولا: الموقع الالكتروني:
ثانيا: مجلة الدار :
ثالثًا: النشرة الشهرية المتخصصة:
رابعا: تراث الفتاوى :
6. اللِّجَان.
7. مشروع مركز الأبحاث
8. المركز الإعلامي بدار الإفتاء
نشأة دار الإفتاء المصرية:
تعتبر دار الإفتاء المصرية من أولى دور الإفتاء في العالم الإسلامي؛ حيث أنشئت عام 1895م بالأمر العالي الصادر من حضرة خديوي مصر عباس حلمي؛ الموجَّه لنظارة الحقانية بتاريخ 21 نوفمبر عام 1895م تحت رقم (10)، وقد بُلِّغ إلى النظارة المذكورة بتاريخ 7 من جمادى الآخرة 1313هـ تحت رقم (55).
مكانة دار الإفتاء المصرية:
منذ إنشاء دار الإفتاء المصرية وإلى الآن وهي تقف شامخةً في طليعة المؤسسات الإسلامية التي تتحدث بلسان الدين الحنيف وترفع لواء البحث الفقهي بين المشتغلين به في كل بلدان العالم الإسلامي، فتقوم بدورها التاريخي والحضاري من خلال وصل المسلمين المعاصرين بأصول دينهم وتوضيح معالم الطريق إلى الحق، وإزالة ما التبس عليهم من أحوال دينهم ودنياهم كاشفةً عن أحكام الإسلام في كل ما استجدَّ على الحياة المعاصرة.
ودار الإفتاء المصرية تُعَدُّ أحد أعمدة المؤسسة الدينية في مصر، تلك المؤسسة التي تتكون من أربع هيئات كبرى هي: الأزهر الشريف، وجامعة الأزهر، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء المصرية، فهي تقوم بدور مهم وكبير في إفتاء القاعدة الجماهيرية العريضة والمشورة على مؤسسات القضاء في مصر.
وكانت قد بدأت دار الإفتاء المصرية إدارةً من إدارات وزارة العدل المصرية حيث تُحَال أحكام الإعدام وغيرها إلى فضيلة مفتي الديار المصرية طلبًا لمعرفة رأي دار الإفتاء على جهة المشورة في إيقاع عقوبة الإعدام وباقي أحكام القضاء، ولكن دورها لم يتوقف عند هذا ولم يحد بالحدود الإقليمية لجمهورية مصر العربية فقط، بل امتد دورها الريادي في العالم الإسلامي، ويمكن التعرُّف على ذلك الدور الريادي بمطالعة سجلات الفتاوى منذ نشأة الدار وإلى الآن؛ حيث ترد إليها الفتاوى من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وترد إليها البعثات من طلاب الكليات الشرعية من جميع بلدان العالم الإسلامي لتدريبهم على الإفتاء ومهاراته لتأهيلهم للاشتغال بالإفتاء في بلادهم.
وهذا الدور الريادي نشأ من مرجعيتها العلمية ومنهجيتها الوسطية في فهم الأحكام الشرعية المستمدة من الفقه المتوارث على نحو من التوافق بين الرؤية الشرعية وحاجة المجتمع وذلك لجعل العملية الإفتائية منضبطة لا يشوبها الفوضى أو التخبط.
ونظرا للتطور الهائل في وسائل الاتصالات في العالم أجمع، فإن دار الإفتاء المصرية ظلَّت تواكب هذا التطور، ولذلك فإنها تضطلع بمهام جسام أملتها عليها تلك النقلة النوعية في وسائل الاتصالات والمواصلات، وذلك الاتساع الضخم في الحوادث والنوازل المستحدثة في شتى المسائل العلمية.
مهام دار الإفتاء المصرية
أولا- المهام الدينية لدار الإفتاء المصرية :
ثانيا- المهام القانونية لدار الإفتاء المصرية:
أولا- المهام الدينية لدار الإفتاء المصرية إجمالا:
1- استقبال الأسئلة والفتاوى والإجابة عنها باللغات المختلفة.
2- استطلاع أوائل الشهور العربية.
3- تدريب الطلبة المبعوثين على الإفتاء.
4- إصدار البيانات الدينية.
5- القيام بكتابة الأبحاث العلمية المتخصصة.
6- القيام بالرد على الشبهات الواردة على الإسلام.
7- التعليم عن بُعْد.
وتفصيل الكلام حول هذه المهام كالآتي:
1- استقبال الأسئلة والفتاوى والإجابة عنها: وذلك بالطرق الآتية:
أولا- الإجابة الشفوية؛ وتتطلب هذه الخدمة حضور السائل شخصيًّا إلى مقر دار الإفتاء المصرية، ويجلس السائل مع أحد أمناء الفتوى في مكتبه، ويقوم أمين الفتوى بتسجيل بيانات المستفتي وسؤاله ثم يقوم بإجابة السائل، وتسجيل السؤال والإجابة الخاصة بالسائل في نظام مُعَد لحفظ الفتاوى الغرض منه حفظها والاستفادة منها فيما بعد من خلال قاعدة بيانات مُعَدَّة لذلك الغرض.
ثانيًا- الإجابة المكتوبة، وتحصيل الإجابة المكتوبة له طرق ووسائل، وهي:
أ- تقديم السؤال مباشرة: وذلك عن طريق حضور السائل وتقديم طلبه واستيفاء المعلومات حول السؤال إذا لزم الأمر، ثم يحول السؤال إلى أمانة الفتوى التي تقوم بتحرير الإجابة عليه، ويأخذ السائل ميعادًا ليتسلم فيه الفتوى الخاصة به بعد أن تتم الإجابة عليها.
ب- إرسال السؤال بريديًّا: وذلك بكتابة السائل سؤاله وإرساله في خطاب بالبريد العادي أو المسجل أو السريع على عنوان مقرِّ دار الإفتاء المصرية ، وهو:
( القاهرة – الدراسة – حديقة الخالدين – ص.ب. 11675 )
ثم يُعْرض السؤال على أحد أمناء الفتوى المختصين ، وبعد الإجابة على السؤال يتم إرسال الرد إلى السائل على عنوانه الذي يذكره السائل في آخر رسالته.
ج- إرسال السؤال عن طريق الفاكس: حيث يقوم السائل بإرسال سؤاله عن طريق الفاكس على الرقم المخصص لاستقبال الأسئلة بدار الإفتاء المصرية، وهو:
(25926143)
ثم يُعْرض السؤال على أحد أمناء الفتوى المختصين، وبعد الإجابة على السؤال يتم إرسال الرد إلى السائل وذلك بواسطة رقم هاتف الفاكس الخاص به الذي يذكره السائل في الفاكس المرسل، أو على العنوان البريدي الذي يريد أن تُرسَل له الإجابةُ عليه.
د- إرسال السؤال عن طريق البريد الإلكتروني: حيث يقوم السائل بالدخول إلى الموقع الإلكتروني لدار الإفتاء المصرية على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، ثم يتجه إلى قسم طلب الفتوى، فيكتب عنوان موضوع سؤاله (الصلاة – الحج ... إلخ) ثم يكتب بريده الإلكتروني، ثم يكتب سؤاله ويرسله، وبعد إرسال سؤاله يعطيه الموقع رقما سريًّا خاصًّا بالسؤال، وعلى السائل الاحتفاظ به حتى يدخل ويرى إجابته، ثم يقوم أحد أمناء الفتوى المختصين بالرد على الفتاوى الإلكترونية بالإجابة على السؤال وإرساله إلى البريد الالكتروني الخاص بالسائل، وبعد حوالي ساعة من إرسال السؤال يدخل السائل مرة أخرى إلى موقع الدار على شبكة المعلومات قسم الاستعلام عن فتوى ويضع رقم سؤاله حتى يرى الإجابة أو يدخل إلى عنوان بريده الإلكتروني الخاص به يجد الإجابة قد أرسلت إليه.
ثالثًا- الإجابة الهاتفية؛ وقد قامت دار الإفتاء المصرية بعمل خدمة هاتفية للاستفتاء عن طريق الاتصال برقم مختصر يسهل على طالب الفتوى استخدامه سواء في ذلك أن يكون المتصل من داخل البلاد أو من خارجها:
فمن داخل مصر يتم الاتصال برقم: (107).
ومن خارج مصر من رقم: 25970400(00202) إلى رقم 25970430(00202).
- وعند اتصال السائل بخدمة الهاتف يتم استقبال مكالمته من خلال أحد موظفي مركز الاتصالات (Call Center) فيقوم بأخذ بياناته، ثم يساعده في متابعة الإرشادات الصوتية الآلية حتى يستطيع السائل تسجيل سؤاله، ثم يعطيه النظام الآلي رقمًا سريًّا خاصًّا بسؤاله، وبعد ذلك يتم تحويل السؤال آليًا إلى أحد أمناء الفتوى المختصين بالرد على الأسئلة الهاتفية للإجابة عنه في خلال ساعة، فإذا دخل السائل إلى الخدمة الهاتفية بعد حوالي الساعة، واتبع الإرشادات الصوتية الآلية -حيث يطلب البرنامج منه الرقم السري الخاص بسؤاله- استطاع سماع الإجابة عن سؤاله.
- ويبلغ عدد الفتاوى التي تصدر شهريًّا من دار الإفتاء المصرية شفاهة وكتابة، وعن طريق الهاتف والبريد الإلكتروني والبريد العادي والفاكس حوالي خمسين ألف فتوى تقريبًا حسب آخر الإحصائيات.
2- استطلاع أوائل الشهور العربية:
من أشهر مهام دار الإفتاء المصرية استطلاع أَهِلَّة الشهور القمرية حيث تتعلق بها المواسم الدينية للمسلمين؛ وفي سبيل ذلك تستطلع دار الإفتاء المصرية أهلةَ الشهور القمرية كلها عن طريق لجان شرعية علمية تضم شرعيين وتضم مختصين بالفلك، ولا يقتصر ذلك على أشهر المواسم الدينية فقط كشهر رمضان وشوال وذي الحجة وهي الشهور التي تتعلق بها العبادات الشرعية الإسلامية، بل تستطلع الدار أهلة كل الشهور حتى تنضبط رؤية هذه الشهور على الوجه الذي يوصل معه للتحديد الصائب لأوائل الشهور الثلاثة ذات الأهمية في عبادة المسلمين ويُؤمَن به حصول أي خطأ في الرؤية.
وهذه اللجان المذكورة مبثوثة في كافة أنحاء مصر في طولها وعرضها، في أماكن مختارة من هيئة المساحة المصرية ومن معهد الأرصاد بخبرائه وعلمائه، فيها شروط الجفاف وشروط عدم وجود الأتربة والمعوقات لرصد الهلال. ويعلن فضيلة المفتي نتيجة الرؤية -التي تستند إلى ما قرَّرته المجامع الفقهية من أن إثبات الرُّؤْية لا بد أن يكون بالرؤية الشرعية، وأن الحساب الفلكي يؤخذ به في النفي لا في الإثبات- في حفل رسمي يحضره كبار رجال الدولة.
كما تقوم الدار بالتعاون مع جامعة القاهرة وبعض الدول العربية والإسلامية، على العمل على إطلاق القمر الصناعي الإسلامي والذي ستكون إحدى مهامه رصد أوائل الشهور العربية، بحيث يساعد ذلك على وحدة المسلمين في عبادتهم.
3- تدريب الطلبة المبعوثين على الإفتاء:
تستقبل دار الإفتاء المصرية بعثات من طلاب الكليات الشرعية من عدة دول إسلامية، من الراغبين في التدريب على الإفتاء وتحصيل مهاراته حتى يتمكنوا من القيام بِمُهمَّة الإفتاء في بلادهم بعد عودتهم إليها.
ومن ثَمَّ فإن دار الإفتاء قد قامت باعتماد منهج في صورة دورة للإفتاء مدتها ثلاث سنوات، يتلقى الطالب فيها مجموعة من المواد المؤهلة لمهمة الإفتاء ، ويقوم بتدريس هذه المواد نخبة من أساتذة جامعة الأزهر، كما يحضر الطالب مجالس الإفتاء تحت إشراف السادة أمناء الفتوى، ويتلقى أيضا تدريبًا عمليًا على مهارات الإفتاء تحت إشراف إدارة التدريب بالدار، ويمنح مجتاز هذه الدورة شهادة في نهاية مدة دراسته تفيد تلقيه التدريب على الإفتاء بدار الإفتاء المصرية.
4- إصدار البيانات الشرعية المختلفة:
تَمُرُّ من آن لآخر ظروف بالأمة الإسلامية تجعل من الواجب على أولي الأمر من العلماء أن يبيِّنُوا للناس القول الفصل في القضايا التي تُثَار على الساحتين الإقليمية والدولية وذلك لمنع محاولات التضليل والتشكيك في ثوابت الدين، وإزالة أسباب الشِّقَاق والفتنة في المجتمعات المسلمة.
وذلك في أحداث مثل احتلال العراق، ومنع الحجاب في فرنسا، والطعن في الصحابة الكرام، والتفجيرات الآثمة التي تروع الآمنين، وغير ذلك من الأحداث والقضايا المختلفة.
ولذلك فإن دار الإفتاء المصرية تقوم بإصدار البيانات من حين لآخر كلما دعا داع لذلك الأمر، وهي تعلن ذلك البيان بكافة الوسائل الممكنة، من خلال الصحف السيارة ومن خلال موقع الدار على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت)، ويشرف على إعداد هذه البيانات ونشرها لجنة التقويم العلمي والإعداد الإعلامي في الدار.
5- كتابة الأبحاث العلمية المتخصصة:
حيث تقوم الدار بكتابة الأبحاث العلمية الشرعية بأسلوب أكاديمي متخصص في المسائل المستجدات وغيرها مع عرض الأدلة ومناقشتها بتوسع واستفاضة بما يسد ثغرة في مجال البحث العلمي الشرعي.
6- رد الشبهات عن الإسلام:
نظرا للهجمات الشرسة التي لا تتوقف على دين الإسلام، فإنه كان من اللازم القيام بالرد على مثل تلك الشبهات التي تشغب على الناس عقائدهم، وتساعد في إنشاء عقلية الخرافة التي جاء الإسلام لمواجهتها والقضاء عليها.
وقد تم تخصيص باب مستقل بالموقع الالكتروني للدار للرد على هذه الشبهات، حيث تم تكوين فريق من الباحثين في الدار لتجميع تلك الشبهات، والرد عليها بالحكمة والبراهين العلمية.
7- التعليم عن بُعْد:
تقوم دار الإفتاء بالإعداد لأول مركز من نوعه للتعليم عن بُعْد؛ وذلك في مجال الإفتاء الشرعي حيث يتم إعداد المناهج المتخصصة في مجال الإفتاء الشرعي، ومن ثَمَّ بث ذلك على موقع خاص بالتعليم عن بُعْد.
ومن المتوقع أن توفر هذه الخدمة على طلاب العلم عناء السفر للحصول على دراسة دورة الإفتاء بالدار كما هو حاصل في وقتنا هذا، حيث يمكنهم من خلال موقع التعليم عن بُعْد أن يحصلوا على المعارف والمهارات الإفتائية التي تؤهلهم للقيام بدور الإفتاء بعد ذلك في بلادهم.
وانطلاقا من المرجعية العالمية لدار الإفتاء المصرية في مجال بيان الأحكام الشرعية فإن المركز من خلال الموقع سيقدم خدمة جديدة وعاجلة في مجال الدعم والاستشارات الفنية الإفتائية تعليمًا وتدريبًا وذلك لجميع المراكز الإفتائية المحتاجة لذلك الدعم؛ مما يعمل على التواصل العلمي البنَّاء في مجال الفتوى، وهو ما يعمل بإذن الله على القضاء على فوضى الفتاوى السائدة في هذه الأيام.
ثانيا- المهام القانونية لدار الإفتاء المصرية:
تقديم المشورة الشرعية للمحاكم المختصة في قضايا الإعدام:
من المهام المنوطة بدار الإفتاء تقديم المشورة الشرعية للمحاكم المختصة في قضايا الإعدام؛ حيث تحيل محاكم الجنايات وجوبًا إلى المفتى القضايا التي ترى بالإجماع وبعد إقفال باب المرافعة وبعد المداولة إنزال عقوبة الإعدام بمقترفها، وذلك قبل النطق بالحكم. وهذا الإجراء معمول به منذ صدور القانون الجنائي الوضعي ولائحة الإجراءات الجنائية في مصر في أواخر القرن التاسع عشر .
والمفتى حين يفحص القضية المحالة إليه من محكمة الجنايات، إنما يدرس الأوراق منذ بدايتها فإذا وجد فيها دليلا شرعيًّا ينتهي حتمًا ودون شك بالمتهم إلى الإعدام أفتى بهذا الذي قامت عليه الأدلة.
فعمل المفتى هو عرض الواقعة والأدلة التي تحملها أوراق الدعوى على أنواع وشروط الأدلة ومعاييرها في الفقه الإسلامي، دون الالتزام بمذهب معين، بل عند اختلاف الفقهاء يختار الرأي الذي يمثل العدالة وصالح المجتمع؛ ذلك لأن لكل دليل شروطه التي يلزم توافرها حتى يؤخذ به قضاء؛ على ما هو مُبَيَّن في موضعه من كتب الفقه.
فإذا قام عليها الدليل أو الأدلة الشرعية كانت المشورة المقدمة بالإعدام، أما إذا خرج ما تحمله الأوراق عن هذا النطاق، كان الإعمال لقول عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه الذي صار قاعدة فقهية في قضاء الجنايات لدى فقهاء المسلمين: (لأن يخطئ الإمام في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة)؛ لأن القرآن حرَّم قتل النفس الإنسانية بغير حق، سواء كان هذا القتل عدوانًا أو كان جزاءً وقصاصًا . فوجب التحقق من واقع الجريمة وتكييفها وقيام الدليل الشرعي على اقتراف المتهم إياها حتى يُقتَص منه.
أقسام دار الإفتاء المصرية
أولا: أمانة الفتوى
ثانيًا : قسم الأبحاث الشرعية
ثالثا: مركز التدريب
رابعا: قسم الترجمة
خامسا: مركز الاتصالات والفتاوى الإلكترونية:
سادسًا: الأقسام الفرعية.
أولا: أمانة الفتوى:
هي لجنة تضم الهيئة العليا لكبار علماء دار الإفتاء المصرية، وقد أُنشِئت في عهد فضيلة الأستاذ الدكتور/ علي جمعة مفتي الديار المصرية الحالي بقرار صادر من فضيلته؛ نظرًا لكثرة النوازل وتعدد الوقائع، والحاجة إلى الاجتهاد الجماعي الذي هو أبعد عن الخطأ من الاجتهاد الفردي، وتلبيةً لما أحدثته ثورة التكنولوجيا من كثرة الفتاوى الواردة إلى دار الإفتاء وتنوعها؛ سواء عن طريق الحضور الشخصي، أو الاتصال الهاتفي، أو عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، أو بالبريد، أو بالفاكس، مع الإقبال الشديد من الجمهور على الدار لمعرفة أمور الشرع الشريف في شتَّى مناحي الحياة، بعد أن كثرت الفتاوى من غير المتخصصين بين الناس.
وأمانة الفتوى تضطلع بالرد على جميع الأسئلة الواردة إلى الدار، وتعمل تحت إشراف فضيلة مفتي الديار المصرية.
كما تقوم أمانة الفتوى بتدريب المرشحين للانضمام لأمانة الفتوى، وذلك انطلاقًا من توجُّه الدار لرفع الكفاءة العلمية لأمناء الفتوى عن طريق التدريب العملي وتوارث الخبرة الإفتائية بين أجيال أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وتُعَدُّ وظيفة أمين الفتوى من الوظائف الرئيسة التي ارتبطت بدار الإفتاء المصرية منذ نشأتها؛ حيث جرى العمل بدار الإفتاء منذ أن ارتبطت بنظارة الحقانية ثم وزارة الحقانية ثم وزارة العدل على أن يعاون المفتي عدد من العلماء بالفقه الإسلامي. وكان المنوط بأمين الفتوى هو إعداد الفتوى للعرض على المفتي، والمعاونة في البحوث الفقهية والقانونية.
وقد تم تفعيل دور أمين الفتوى من خلال قرار فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور/ علي جمعة بإنشاء أمانة الفتوى، والتي أصبح دورها أشبه بالمجمع الفقهي المتكامل؛ حيث تضم نخبة من علماء الشريعة الإسلامية، ويعاونها فريق من الباحثين الشرعيين في قسم الأبحاث الشرعية وسيأتي بيان الدور المنوط به.
وفي سبيل الفهم الصحيح للواقع الذي تصدر فيه الفتوى قامت دار الإفتاء المصرية بالاستعانة بأكاديميات البحث العلمي عن طريق إجراء الكثير من البروتوكولات مع مجموعة من المؤسسات العلمية والأكاديمية؛ مثل المركز القومي للبحوث، وجامعة عين شمس، ودار الكتب المصرية، ومعهد الخدمة الاجتماعية، والبنك المركزي، وغيرها. وهذه البروتوكولات تخول لأمانة الفتوى الاستعانة بالخبرة العلمية لهذه الهيئات عند الاحتياج إليها كل في تخصصه؛ لضمان أن تخرج الفتوى على أساس علمي مؤصل مبني على تصور صحيح مرتبط بالواقع؛ ضرورة أن الفتوى مركبة من الحكم الشرعي والواقع، وأنها تختلف باختلاف الزمان والمكان والأشخاص والأحوال.
وينبثق عن أمانة الفتوى مجموعة من الأقسام المختلفة بحسب كيفية تلقي الفتوى وإجابتها؛ فمنها:
1- قسم الفتاوى الشفوية.
2- قسم الفتاوى المكتوبة.
3- قسم الفتاوى الهاتفية.
4- قسم الفتاوى الالكترونية.
ثانيًا : قسم الأبحاث الشرعية:
قسم الأبحاث الشرعية يضم مجموعة من الباحثين المتخصصين في العلوم الشرعية وظيفتهم العمل على إنشاء الأبحاث المتخصصة وتأصيل الفتاوى تأصيلا شرعيًّا وتعميقها فقهيًّا خدمة للعملية الإفتائية على النحو المطلوب، لمواكبة التطور المستمر للواقع المعيش [بمختلف عوالم هذا الواقع؛ من أشخاص، وأحوال، وأشياء، وأحداث، وأفكار، ونُظُم] الذي أدَّى إلى اتساع حالات الاستفتاء وتنوعها، وإلى ظهور حالات جديدة، لم تكن موجودة في واقع المسلمين من قبل، وإزاء هذا التنوع والاتساع وهذه الجدة كان من اللازم القيام بحركة بحثية واسعة وعميقة لدراسة المسائل الشرعية التي تطورت أحكامها بتطور الواقع أو تلك النوازل التي استحدثت ولم تكن موجودة من قبل، وتأصيل معايير الترجيح والاعتماد في الفتوى من بين الأقوال المختلفة حسب قواعد الشرع الكلية ومصالح الخلق المرعية.
وقد احتوى قسم الأبحاث الشرعية على مجموعة من الشُّعَب لكل منها دور في تحقيق رسالة القسم والدار ككل، وهي:
1- شُعْبة الأبحاث الشرعية:
ويقوم الباحثون في هذه الشُّعبة بإعداد البحوث الشرعية المتسمة بالدقة والعمق في المجالات التي تتعرض لها الفتاوى تحقيقًا وتدقيقًا للمسائل الشرعية التي تدور حولها الفتوى سواء أكانت تلك المسائل مستحدثة أم احتواها التراث الفقهي من قبل؛ آخذين في بحثهم بأساليب ومناهج البحث العلمي المستقرة جامعين إليها ما اقتضاه الواقع واستحدثه التطور المستمر للعلوم الإنسانية من مناهج بحثية، وما توصل إليه التطور الهائل في العلوم بعامَّة من نتائج وإنجازات يستخدمها الباحثون في الشعبة كمعطيات في العملية البحثية.
وتعد مهمة البحث الشرعي من المهام الأصيلة بدار الإفتاء المصرية فقد كان من المنوط بأمين الفتوى - ووظيفته من الوظائف الرئيسة منذ نشأة دار الإفتاء - المعاونة في البحوث الفقهية والقانونية.
2- شُعْبة القضايا الإسلامية:
وهي شعبة منبثقة من مركز الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية تعنى بالأصالة بإنشاء أبحاث شرعية ذات طبيعة خاصَّة ومنهج معين في كتابتها وصياغتها؛ حيث يقوم الباحثون بإعداد القضايا المتعلقة بالآتي:
أ) المسائل التي اختلف فيها العلماء خلافًا سائغًا، وهي مُثَارة بين المسلمين بشكل ينقلها من حيز الظني إلى حيز القطعي، ومن دائرة المسألة إلى دائرة القضية.
ب) المسائل التي يكون الشائع فيها بين الناس مخالفا للصواب ومُصَادِما للمقررات الشرعية.
ج) المسائل المفهومة على غير وجهها من بعض الطوائف، مما ينبني عليه تكفير للناس أو تبديع للمسلمين أو تصدع في الصف الإسلامي.
فيهدف الباحث إما إلى بيان أن الأمر واسع وأنه لا إنكار في مختلف فيه وأن لكل قول وجاهته وأدلته، أو إلى إبراز القول المختار لدى الدار وتعضيده وتقويته.
3- شعبة الرد على الشبهات:
يقوم الباحثون في هذه الشعبة بالرد على الشبهات التي تثار حول الإسلام في الداخل والخارج والتي تَرِد إلى الدار عن طرق البريد الإلكتروني كما تتابع الشُّعْبة الرد على الشبهات التي تتكرر إثارتها في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، فتبين الفهم الصحيح للدين الإسلامي بأسلوب يناسب العقل المعاصر ويجلي مقاصد الشرع الشريف ، كما يقوم الباحثون بالشعبة بإعداد بحوث منهجية حول قضايا الاشتباه، كدراسة أسباب الاشتباه ومناهج الرد ونحوها.
4- شعبة الفكر الإسلامي:
وتعنى هذه الشعبة بمعالجة القضايا الفكرية المعاصرة وبيانها عرضًا وتأصيلا، كما تعتني أيضًا بالكتابة في المسائل المتعلقة بالأخلاق والقيم، فتتعرض للمفاهيم الأخلاقية في الإسلام وتنتقد المفاهيم الأخلاقية المغلوطة والقيم المستوردة المرفوضة في الإسلام.
ثالثا: مركز التدريب:
يقوم هذا المركز بتقديم مجموعة من الأنشطة التدريبية؛ وهي كالآتي:
1- التدريب الراقي :
في إطار ما تشهده الأُمَّة الإسلامية من تحديات ووضع مأزوم، ارتأت دار الإفتاء المصرية أن من واجب الوقت أن تعمل على تحسين الأداء الدعوي لدى المتصدرين للعمل الدعوي من المتشرعين (أي: دارسي الشريعة الحاصلين على درجات علمية ويتصدرون للدعوة الإسلامية، من المدرسين بالجامعة وأئمة المساجد) رجاء أن يعود هذا التحسين على هؤلاء المتشرعين بمزيد من الوعي والإدراك لواقعهم وحاجات أمتهم الحضارية، والتمهر في التفاعل مع المستجدات المعاصرة بوعي وكفاءة؛ وذلك للوصول إلى النموذج المنشود للداعية القادر على أداء دوره في تمثيل الديانة والعِلم والأمة في المواقع والمواقف المختلفة تمثيلا مُشَرِّفًا وفعَّالا وذلك من خلال استيعاب العصر وأسئلته ومشكلاته، وتقديم الأجوبة والحلول والآراء المكافئة لما في الواقع من معقدات ومتداخلات؛ فيتخلق داعية مثقف متفاعل مبادر؛ يستمع للآخرين جيدًا، يستوعب أفكارهم وآراءهم وقِيمهم، يتفاهم مع الاختلافات والتنوعات، يستجيب برصانة، يقرأ النصوص والأقوال بعمق، يُشَخِّص الوقائع، ويفسرها ويُحَلِّلها، يُقَوِّم، ويتبنى المواقف عن دراسة وبحث، يقدم أطروحاته بلغة العصر فيجمع بتمَكُّن بين الشرع ومحله: الواقع؛ فيؤدي واجب وقته فينفع أمتين: أمة الإجابة، وأمة الدعوة.
وفي هذا الإطار وتحت رعاية فضيلة مفتي الديار المصرية أ.د. علي جمعة ، وإشراف المستشار: أحمد إيهاب سلطان، أُنْشئ مركز التدريب بدار الإفتاء المصرية لإعداد وتنفيذ الدورات التدريبية المعمقة لتحسين مهارات العمل الدعوى للدعاة من المتشرعين؛ حيث: يتم تدريبهم بعمق على مهارات في: الإدارة والاستراتيجية، والحوار والتفاوض، والاجتماع العمراني، والإحصاء، وقيادة الرأي العام، والإعلام والاتصال، والعلاقات الدولية، ومناهج البحث وتحليل النصوص. وذلك كله لتحسين أدائهم الدعوي باعتبارهم قادة للرأي العام.
ويتم إطلاعهم بشكل مُرَّكز على قدر من المعارف الأساسية في مجالات علوم الواقع المعاصر. توعيتهم باتجاهات فكرية وعلمية وقيمية مختلفة تتواجد في الساحة، وتمرينهم على استيعابها والتفاعل معها إيجابيًّا.
ويتم توفير الفرصة للمتدربين للقيام بالاتصال المباشر بالنماذج الناجحة والفعالة في المجتمع المصري عن طريق الحوارات المباشرة مع النماذج القيادية الناجحة في جميع مجالات الحياة.
ويتم الاطلاع المباشر على الواقع من خلال الزيارات للمواقع المختلفة.
2- تدريب المبعوثين:
تدريب المبعوثين على الإفتاء إحدى المهام التي تطلع بها دار الإفتاء المصرية تفعيلا لدورها العلمي في مجال الإفتاء.
وتقوم دار الإفتاء بهذه المهمة منطلقة من رؤية ترتكز على أن الإفتاء فنٌّ تحتاج ممارسته إلى خبرة عالية تساعد صاحبها على التعامل مع المسائل على اختلافها وتنوعها؛ ومن ثَمَّ تقوم الدار بهذه المهمة باعتبارها من أهم دور الخبرة وأقدمها في فن الإفتاء.
الهدف من هذا التدريب:
تأهيل المفتين بإكسابهم معارف ومهارات وتغيير اتجاهاتهم ليتصفوا بثلاث صفات:
- المنهج المستنير.
- الوسطية الجامعة.
- الوعي بالواقع.
ولقد مر تدريب المبعوثين في الدار بمراحل هي:
أ) مرحلة تدريب الأفراد:
وهذه المرحلة كانت السفارات والقنصليات ترسل إلى الدار بعض الأفراد من القضاة والمفتين للتدريب؛ حيث تدرب في الدار قضاة من جزيرة بروناي المجاورة لماليزيا، كما تدرب فيها سكرتير عام دار الإفتاء في جمهورية جزر القمر الإسلامية لمدة ثلاثة أشهر، وذلك على الأعمال المكتبية والإدارية، وتدرب فيها أيضا قضاة من ماليزيا.
ب) مرحلة التدريب النظامي:
وهذه المرحلة يتم التدريب فيها عن طريق الدورات فيدرس المتدرب فيها مقررات دراسية لمدة عامين، ثم يحضر مجلس الإفتاء ويتدرب على مهارات الإفتاء لمدة عام ثالث.
ج) مرحلة الجمع بين النظامي والتدريب عن بعد:
وهذه المرحلة يتم الجمع فيها بين نظام الدورات ذوات السنوات الثلاث، وبين التدريب الذي تستخدم فيه تقنية التعليم عن بعد باستخدام الوسائل الرقمية.
د) التدريب عن بُعْد:
تقوم دار الإفتاء بالإعداد لأول مركز من نوعه للتعليم عن بُعْد؛ وذلك في مجال الإفتاء الشرعي حيث يتم إعداد المناهج المتخصصة في مجال الإفتاء الشرعي، ومن ثم بث ذلك على موقع خاص بالتعليم عن بُعْد. ومن المتوقع أن توفر هذه الخدمة على طلاب العلم عناء السفر للحصول على دراسة دبلوم الإفتاء بالدار كما هو حاصل في وقتنا هذا، حيث يمكنهم من خلال موقع التعليم عن بُعْد أن يحصلوا على المعارف والمهارات الإفتائية التي تؤهلهم للقيام بدور الإفتاء بعد ذلك في بلادهم.
وانطلاقا من المرجعية العالمية لدار الإفتاء المصرية في مجال بيان الأحكام الشرعية فإن المركز من خلال الموقع سيقدم خدمة جديدة وعاجلة في مجال الدعم والاستشارات الفنية الإفتائية تعليمًا وتدريبًا وذلك لجميع المراكز الإفتائية المحتاجة لذلك الدعم؛ مما يعمل على التواصل العلمي البنَّاء في مجال الفتوى، وهو ما يعمل بإذن الله على القضاء على فوضى الفتاوى السائدة هذه الأيام.
ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق رسالة واضحة، وهي: نشر الوسطية في الإفتاء للحفاظ على مجتمع إسلامي كفء وفعَّال، ومساعدة من يطلب الأحكام الشرعية بمصداقية ووعي. والمركز عندما يقوم بهذا المشروع فإنه يقوم به تحقيقًا لعدد من الأهداف التي تسعى دار الإفتاء لتحقيقها؛ وهي:
1- إقامة وسائل للاتصال مع كل الراغبين في القيام بمهام الإفتاء بواسطة الدعم العلمي والاستشارات العلمية.
2- إمداد الراغبين بمهام الإفتاء بالمعارف اللازمة لإدراك الواقع بصورة صحيحة، وتأهيلهم للقيام بمهام الإفتاء من خلال إكسابهم مهارات تحليل الواقع المعاصر بجميع مجالاته.
3- فتح مجال النقاش البنَّاء في المسائل محل الخلاف للوصول إلى رؤية متزنة من أجل القضاء على بعض السلبيات مثل: التسرع في الفتوى أو التراخي في إصدارها.
4- دراسة أساليب الإفتاء المختلفة وصيغ عرضها لاختيار الأسلوب الأمثل -وضوحًا ودقة- الذي يتناسب مع السياقات المحيطة بالفتوى.
5- تأسيس منهج بحثي تأصيلي للعملية الإفتائية من خلال وضع المناهج الدقيقة للبحث في المسائل وتحويلها إلى مواد علمية يمكن نقلها وتعليمها والتدريب عليها.
6- إنشاء مرصد للنوازل والوقائع الخاصة بالأمة على هامش البرنامج التعليمي ليساعد على التدريب على الإفتاء في قضايا الأمة.
7- ربط القائمين بمهمة الإفتاء من خلال شبكة الاتصالات بدار الإفتاء المصرية وبسائر المجامع الفقهية للاستفادة من الخبرات في التعامل مع الوقائع المعاصرة.
رابعا: قسم الترجمة:
لقد أدى التطور الهائل الذي أحدثته ثورة التكنولوجيا في وسائل الاتصالات إلى اتساع نطاق تبادل الآراء والمعلومات، وسرعة انتشار الأفكار والآراء؛ الأمر الذي أثَّر بشكل كبير في اتساع العملية الإفتائية وبروز ما يُسَمَّى بالفتاوى الإلكترونية أو فتاوى شبكة المعلومات. وهو أمر وإن أدى إلى إثراء العملية الإفتائية إلا أنه أدى إلى اضطرابها وشيوع حالة من الفوضى والتداخل في الفتوى، وانطلاقا من الدور الريادي الذي تمثله دار الإفتاء المصرية باعتبارها من أعرق المؤسسات الإفتائية على مستوى العالم، وتفعيلا لجهودها العالمية في إرساء وضبط العملية الإفتائية قامت دار الإفتاء بإنشاء قسم للترجمة يضم فرقا للترجمة باللغات المختلفة، حيث يضم كل فريق من هذه الفرق عددًا من المتخصصين في الترجمة باللغة التي يمثلها الفريق، ويترأس كل فريق أحد المتخصصين الذي قد يكون من أبناء اللغة نفسها، وذلك إمعانًا في تحرِّي الدِّقة والمحافظة على الذَّوق اللُّغوي، وتقاليد التعبير اللغوي في الفتاوى المترجمة لكل لغة من هذه اللغات.
ويقوم فريق الترجمة بالخطوات التالية:
تَلَقي الأسئلة من جميع أنحاء العالم بلغاته المختلفة [إلى الآن توجد سبع لغات وهي: الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، التركية، الروسية، الأردية، الملايو]، وترجمتها إلى العربية لتقوم أمانة الفتوى بدراستها والإجابة عليها ثم يُعِيد قسم الترجمة ترجمتها إلى لغة السائل مرة أخرى.
كما يقوم القسم بترجمة الفتاوى المختارة - التي تختارها لجنة التقويم العلمي والتحضير الإعلامي -إلى اللغات المختلفة [الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، التركية، الروسية، الأردية، الملايو] -الأربع لغات الأخيرة تحت الإعداد حتى تاريخه-؛ وذلك: ليتم نشر هذه الفتاوى على موقع دار الإفتاء المصرية http://www.dar-alifta.org كنماذج لما تصدره دار الإفتاء من فتاوى تُمَثِّل منهج الدار في الفتوى كما تعبر عن اختياراتها الشرعية في كثير من المسائل المطروح على الساحة الإفتائية.
ويقوم قسم الترجمة بترجمة البيانات والمواد العلمية والإعلامية المختلفة التي تصدرها الدار إلى اللغات المختلفة.
خامسا: مركز الاتصالات والفتاوى الإلكترونية:
يقوم مركز الاتصالات بمجموعة من الأدوار المهمة ، تهدف في العموم إلى تيسير وتطوير العمل داخل الدار ، وذلك عن طريق إنشاء وإدارة مجموعة من أحدث النُّظم التقنية التي تخدم العملية الإفتائية من حيث:
1- الربط بين طالبي الفتوى والقائمين على العملية الإفتائية بواسطة أحدث نُظُم الاتصالات [الهاتف، والفاكس، وشبكة الإنترنت، وغيرها من وسائل الاتصال].
2- تيسير استخدام وتعامل القائمين على العملية الإفتائية والبحثية بدار الإفتاء مع الأدوات الحديثة التي تخدم البحث والتعامل مع المصادر الشرعية [كالموسوعات الشرعية الإلكترونية، ومكتبات الكتب الإلكترونية، ومواقع المكتبات والأبحاث الشرعية على شبكة الإنترنت].
3- الربط بين الأقسام المختلفة بدار الإفتاء عن طريق وسائل الربط الحديثة [الشبكات الإلكترونية]؛ وذلك لزيادة الكفاءة والسرعة في تبادل الخبرات وتكامل الأدوار بين الأقسام المختلفة بالدار.
4- تطوير وميكنة تراث الفتوى من حيث التصنيف والحفظ في قواعد بيانات تساعد في استرجاعه والاستفادة منه على النحو المطلوب.
5- استخدام التقنية الحديثة في الجانب الإعلامي وفي الاتصال بالمؤسسات الأخرى بغية توصيل رسالة دار الإفتاء على المستويين المحلي والعالمي على النحو المطلوب.
ولتحقيق هذه الأهداف فإن المركز يضم أحدث أجهزة الاتصالات والحاسبات وخوادم التشغيل والتخزين، وأجهزة الربط، وأحدث النظم والتطبيقات في مجال تشغيل مراكز المعلومات العالمية، وكذلك نظم التأمين وإدارة مراكز المعلومات الحديثة.
كما يضم المركز فريقا فنيًّا مؤهَّلا على أعلى المستويات، يتكون من المتخصصين الحاصلين على الدورات المتخصصة العالمية.
ويضم المركز الأقسام الفرعية التالية:
أولا : قسم الشبكات والصيانة والتأمين:
الشبكات: لإنشاء ودعم الشبكات بالدار.
الصيانة: لصيانة الأجهزة دوريًا.
التأمين: ويهتم بتأمين الشبكات والأجهزة من الفيروسات أو محاولات السطو الإلكتروني على الأجهزة أو على الموقع.
ثانيا : قسم تطوير البرمجيات:
ومهام القسم الأساسية تحليل وتصميم وتطوير وصيانة وإدارة البرمجيات حيث يقوم بالآتي:
1- تطوير البرمجيات:
البرمجيات التي يتم تطويرها إما أن تكون قد أُنْشِئت بواسطة القسم أو يتم شراؤها جاهزة ثم يتم تطويرها وإدارتها حسب الحاجة لذلك بواسطة القسم.
بالإضافة إلى تحليل النظم بغرض الوصول لوضع الأسس السليمة التي تنشأ على أساسها البرمجيات المختلفة، وإدارة كل ما هو موجود من قواعد بيانات وبرمجيات وأنظمة مختلفة.
ومن نماذج البرمجيات التي طورت داخل القسم لتغطية حاجة العمل ما يلي:
1- نظام تراث الفتاوى: وهو نظام يَحْفَظُ جميع تراث دار الإفتاء من فتاوى وأبحاث منذ نشأتها باستخدام قواعد بيانات قوية ومرنة.
2- نظام فتاوى الإنترنت: يتلقي فتاوى السائلين عن طريق موقع دار الإفتاء على الإنترنت والحفاظ على سِريَّة بيانات السائل بإعطائه رقم سِرِّي لسؤاله لاستخدامه عند الدخول للموقع لمعرفة الإجابة.
3- موقع دار الإفتاء على الإنترنت: تُعْرَض فيه مختارات من فتاوى تراث دار الإفتاء منذ نشأتها وكذلك الفتاوى المعاصرة والأبحاث الشرعية والقضايا الإسلامية المعاصرة بعدة لغات، وهو الواجهة الرسمية لدار الإفتاء على الإنترنت.
4- القاموس الإسلامي (تحت التطوير): يوفر إمكانية عرض جميع مفردات اللغة العربية وتراجمها التفصيلية باللغات المختلفة، مع إمكانية إيجاد تصريفات هذه الكلمة ومشتقاتها باللغة العربية ؛ الأمر الذي يوفر سهولة في الترجمة من اللغة العربية وإليها.
5- نظام تقارير وإحصائيات للفتاوى المميكنة: يعطي تقارير يومية للفتاوى الواردة لدار الإفتاء من أي طريق (شفوية – موثَّقَة – هاتف– فاكس – بريد إلكتروني – بريد عادي - انترنت) ويبين حالة الفتوى (جديدة - تحت البحث - مكتملة - مرفوضة) وهذا النظام يخدم إدارة المركز وإدارة دار الإفتاء.
2- إدارة البرمجيات التي تستخدم في الدار:
أمثلة لإدارة برمجيات التي تم تطويرها داخل وخارج الدار:
1- نظام ميكنة الفتاوى: تم تحليل هذا النظام بواسطة إحدى الشركات المتخصصة بالتعاون مع الفريق الفني بدار الإفتاء وطورت الشركة النظام، ويُستخدم أساساً لتسجيل بيانات الأسئلة الوارد لدار الإفتاء بأي طريق من طُرق ورود الأسئلة وإمكانية تتبُّع حالة السؤال في أي وقت لحين الانتهاء من إجابته، ويُساعد النظام أيضًا في أرشفة الفتاوى وتصنيفها.
2- موقع الدار على الإنترنت.
3- قواعد البيانات لكل النظم.
4- نظام الأرشيف الإلكتروني: يساعد في أرشفة جميع المكاتبات الواردة والصادرة من مكتب فضيلة المفتي.
5- نظام فتاوى الإنترنت.
6- نظام IPCC / IVR. يُستخدم هذا النظام أساساً في مركز الاتصالات.
كما يضم القسم عددا آخر من الإدارات المهمة لتنظيم العمل داخل الدار مثل: إدارة المشاريع، وإدارة الموقع [تقنيًّا]، ودعاية الموقع: [يعمل على نشر للموقع في كافة مواقع الإنترنت والمنتديات]، وتصميم الرسوم: [يقوم بكافة أعمال التصميم داخل دار الإفتاء]، والجودة: لاختبار وتأكيد الجودة الخاصة بكافة البرمجيات وكذا بالموقع الخاص بالدار بالتعاون مع إحدى شركات تأكيد الجودة.
ثالثًا: مركز الهاتف (Call Center):
ومهمته استقبال أسئلة طالبي الفتوى عبر الهاتف وتوصيلهم بالنظام لتسجيل أسئلتهم وتسجيل بياناتهم بنظام ميكنة الفتاوى للرجوع لهم وقت الحاجة، وإرشادهم إلى الخطوات اللازمة لمعرفة الإجابة على استفساراتهم لاحقًا.
ويستخدم هذا القسم أحدث التكنولوجيا ووسائل الاتصال من أجهزة حاسبات وهواتف وخوادم.
ويتم استخدام خاصية الرقم المختصر "107" للاستفادة من خدمات المركز من أي تليفون أرضي داخل مصر، أو الاتصال على الرقم "0020225970400" إلى "0020225970430" من خارج مصر.
ويستقبل المركز ما يزيد عن ثلاثة آلاف مكالمة يوميًّا منها ما هو استفسار، ومنها ما هو سؤال شرعي.
رابعاً: قسم دعم الخدمات (Service Support):
ومهمته متابعة الأحداث والتغيرات في مركز الاتصالات والفتاوى الإلكترونية، وجميع أجهزة دار الإفتاء وتسجيلها ومتابعة حلها مع الأقسام المختلفة، ويعتبر هذا القسم حلقة الوصل بين الفريق الفني وجميع مستخدمي الحاسب وتطبيقاته بدار الإفتاء ويعتبر مركزا للشكاوى الخاصة باستخدام فتاوى الإنترنت ومركز الاتصالات والفاكس ويضم مجموعة من الإدارات للقيام بالدعم على النحو المطلوب منها: إدارة الأحداث، وإدارة المشاكل: [لإدارة المشاكل التي قد تتسبب في تعطيل النظام لعمل الاحتياطات اللازمة لمنع حدوثها وتداركها بقدر الإمكان].
منشورات الدار
أولا: الموقع الالكتروني:
ثانيا: مجلة الدار :
ثالثًا: النشرة الشهرية المتخصصة:
رابعا: تراث الفتاوى :
أولا: الموقع الالكتروني:
وهو موقع خدمي أنشأته دار الإفتاء المصرية وبثته على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) تلبية للتقدم التكنولوجي باستخدام أحدث الوسائل لخدمة العملية الإفتائية وتلبية للاتساع والتزايد المستمر في حالات الفتوى، وإسهاما منها في ضبط واستقرار أسس وطرائق الفتوى درءا للفوضى والتخبط اللذين تموج بهما ساحة الفتوى الشرعية.
يقوم الموقع بالمهام الآتية:
1- نشر فتاوى دار الإفتاء:
حيث يتم نشر الفتاوى على موقع دار الإفتاء المصرية، وعنوانه هو:
www.dar-alifta.org
www.dar-alifta.com
www.dar-alifta.net
وهذه الفتاوى هي نماذج لما تصدره دار الإفتاء المصرية من فتاوى مختارة تمثل منهج الدار في الفتوى كما تعبر عن اختياراتها الشرعية في كثير من المسائل المطروحة على الساحة الإفتائية.
وتنشر الفتاوى باللغة العربية، وبلغات أخرى منها: [الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، التركية، الروسية، الأردية، الملايو] -الأربع لغات الأخيرة تحت الإعداد حتى تاريخه- فيقوم قسم الترجمة بالدار بترجمة الفتاوى المختار ترجمتها إلى اللغات المختلفة.
2- التواصل مع طالبي الفتوى على المستويين المحلي والعالمي:
حيث يتلقى قسم الفتاوى الإلكترونية بالموقع الأسئلة من جميع أنحاء العالم باللغة العربية وبغيرها من اللغات المختلفة [إلى الآن توجد سبع لغات وهي: الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، التركية، الروسية، الأردية، الملايو]
وذلك على القسم المختص بتلقي الأسئلة على الموقع الإلكتروني للدار، فيقوم القسم بالإجابة على الفتاوى الواردة، ويقوم قسم الترجمة بترجمة الأسئلة الواردة بغير اللغة العربية لتجيب عليها أمانة الفتوى ثم يترجم قسم الترجمة الإجابة إلى لغة السائل.
3- نشر الأبحاث الشرعية والقضايا الإسلامية والردود على الشبهات والبيانات التي تصدرها الدار:
يقوم موقع دار الإفتاء المصرية بنشر العديد من الأعمال التي أنتجها قسم الأبحاث الشرعية من خلال شعبه المختلفة؛ كالبحوث الشرعية، والقضايا الإسلامية والفكرية، ومسائل القيم والأخلاق، والرد على الشبهات.
كما يقوم الموقع بنشر ما تصدره دار الإفتاء المصرية من بيانات من حين لآخر كلما دعا داع لذلك الأمر.
ثانيا: مجلة الدار :
في إطار النشاط الإعلامي والعلمي لدار الإفتاء المصرية فإنها تقوم بإصدار مجلة للدار باللغة العربية، ويلحق بها قسم لملخصات البحوث باللغة الإنجليزية -وهذا لا يمنع من النشر بلغات أخرى عند اقتضاء الحاجة- وهي مجلة أكاديمية فصلية علمية محكمة تعني بنشر البحوث العلمية، وبحوث الترقية لأعضاء هيئة التدريس في مجال الفقه وأصوله لتحقيق الأهداف الآتية:
1- تأصيل الحقائق العلمية للمستجدات.
2- تأصيل ضوابط الإفتاء وتفعيلها في الواقع العملي.
3- إفساح مجال النشر للمتخصصين في الدراسات الفقهية.
ثالثًا: النشرة الشهرية المتخصصة:
تعد الدار لإصدار نشرة شهرية متخصصة تعنى بنشر الفتاوى التي يسأل عنها المستفتون دار الإفتاء، وكافة الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها والتي تخدم الجمهور والمجتمع وذلك تحقيقا للأهداف التالية:
1- الإعلام بالأنشطة التي تقوم بها دار الإفتاء المصرية.
2- إبانة الأحكام الفقهية السمحة للشريعة الإسلامية.
3- الكشف عن الأحكام الفقهية للمستجدات في الواقع المعيش.
4- التوعية بضوابط الفتوى وشروط الاجتهاد فيمن يتعرض للفتوى، وإبراز جانب الاستشعار الفطري لسلامة الفتوى، وتربية الذوق الأخلاقي للفتوى.
5- التنوير بالتراث الإسلامي عامة وتراث دار الإفتاء خاصة وأعلام الفتوى والفكر الإسلامي.
6- إبراز الفقه الحضاري الذي تتضمنه المصادر الشرعية وفكر أعلامها.
7- تنمية الثقافة الفقهية المستنيرة.
8- إشاعة وسطية الإسلام وتسامحه وعلاقته بالآخر على جهة حسن الجوار والتعاون.
رابعا : تراث الفتاوى :
قامت دار الإفتاء المصرية بطباعة فتاوى منتقاة من سجلات دار الإفتاء المصرية في ثلاثة وعشرين مجلدًا ، وهناك أجزاء أخرى تحت الطبع.
وتقوم الآن دار الإفتاء المصرية بمشروع ضخم وهو إدخال الفتاوى المدونة في سجلات دار الإفتاء المصرية منذ نشأتها عام 1895م ، التي وصل عددها إلى (184) سجلا، وتشمل أكثر من ثمانين ألف فتوى، على الحاسوب وتصنيفها ومراجعتها مراجعة دقيقة، ثم برمجة هذه الفتاوى بالتقنية الحديثة، وتوفيرها لمن يريد الاطلاع عليها من الباحثين والمهتمين للاستفادة منها.
فبعد الثورة التكنولوجية أصبح من الواجب أن تأخذ صور لتلك الوثائق لحفظها للأجيال القادمة، فهذا واجب وطني وديني وعلمي يجب تذكره دائمًا لحفظ كنوز الأمة.
ومن ثَمَّ فقد تم توقيع بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية -وذلك لحفظ السجلات الورقية والنسخ الإلكترونية للفتاوى الصادرة من دار الإفتاء، والسجلات الخاصة بقضايا الإعدام منذ إنشائها حتى اليوم- فالمؤسسات الرسمية في الدولة يجب عليها توثيق وأرشفة جميع وثائقها بدار الكتب بالطرق الحديثة لحفظ تراث مصر. وقد أكد فضيلة مفتى الديار المصرية الدكتور علي جمعة حفظه الله أنه لا يوجد ما يمنع من الاطلاع على قضايا الإعدام وأحكام دار الإفتاء فيها لكن بشروط، أهمها أن يكون الغرض البحث وأن تكون هناك أمانة بعدم إفشاء أسماء من حكم عليهم لكونها متعلقة بأشياء شخصية.
اللِّجَان
نظرا لاتساع العملية الإفتائية وتنوع الفتاوى مما أدى إلى تقاطعها مع كثير من المجالات العلمية فقد احتيج في كثير من الفتاوى إلى الرجوع إلى المتخصصين في المجالات المختلفة ونظرا لذلك فقد كونت دار الإفتاء مجموعة من اللِّجَان المتخصصة التي تخدم ببحوثها وآرائها العلمية العملية الإفتائية؛ حيث يتم اجتماع هذه اللجان دوريًّا أو عند الحاجة ومن هذه اللجان:
لجنة المقاصد:
فمن الواضح أن فقه الواقع بعوالمه المتعددة [عوالم الأشخاص، الأشياء، الأفكار، الأحداث، والرموز والنظم] قد تعاظم دوره على نحو ملحوظ في ظل اتساع حالات الاستفتاء وتنوعها، وبروز ما يسمى بفتاوى الأمة مع الإلحاح بسرعة البت في مسائل واقعها متداخل؛ الأمر الذي برز فيما يسمى [الفتاوى الإلكترونية] أو [فتاوى شبكة المعلومات].
ولمعالجة هذه القضية فقد أنشأ فضيلة المفتي لجنة المقاصد بهدف الاستعانة بالمدخل المقاصدي باعتبار المقاصد من أهم أدوات فقه الواقع والحكم عليه؛ سيما مع اتصال المقاصد الشرعية التكليفية بالمقاصد العليا التي تحرك عناصر الرؤية الإسلامية الكلية في مراحل عملية الفتوى كلها.
وكان الهدف إنشاء جدول أعمال يناقش فيه القضايا المقاصدية وخاصة المتعلقة بفقه الواقع، مع إعداد برن