مع اقتراب العودة للمدارس ظهر هاجس انتشار انفلونزا الخنازير بقوة. وتخشى جميع دول العالم انتشار العدوى بين طلاب المدارس لذلك ظهرت دعوات لقفل المدارس لفترة معينة للحد من انتشار العدوى والذي تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يصيب 15-45 % من سكان العالم (أي 1-3 بليون شخص). وسنحاول في هذا المقال أن نستقصي المعلومات والأدلة التي تناولت هذا الموضوع.
والسؤال المطروح هو: لماذا هذا القلق بشأن بدء المدارس؟ من المعلوم أن نسبة الإصابة بالأنفلونزا الموسمية ترتفع كل عام عند بدء المدارس كما أن وباء الأنفلونزا عام 1957 ارتفعت نسبة الإصابة به بعد بدء المدارس ولكنه من المعلوم أيضا أن بدء المدارس يصادف بدء موسم الشتاء في شمال الكرة الأرضية وقد يكون هذا هو سبب زيادة الإصابة بالأنفلونزا. كما أن الأطفال من أهم أفراد المجتمع الذين ينقلون عدوى الأنفلونزا ويعرف الأطفال عند علماء الوبائيات بناشري العدوى السوبر (super spreaders) لأن إفرازاتهم تحمل كمية أكبر من الفيروس، كما أنهم أقل اهتماما بطرق النظافة مثل غسل اليدين وتغطية الفم عند السعال مقارنة بالكبار، وهم كذلك يقتربون من بعضهم بصورة كبيرة ويتجمعون بأعداد كبيرة في فصول صغيرة كما أن مناعتهم أقل من الكبار لذلك هم عرضة للعدوى. كما أن دراسة فرنسية سابقة أظهرت أن الإجازة الصيفية وعدم التحاق الطلاب بالمدارس في الصيف يقلل من الإصابة بالأنفلونزا الموسمية بنسبة 18%. كل ما سبق يشير نظريا على الأقل إلى أن عودة الطلاب للمدارس قد يصاحبها انتشار أكبر للعدوى. ولكن هل تأجيل بدء المدارس سيحل المشكلة؟ يرى كثير من الخبراء أن تأجيل المدارس لن يمنع انتقال العدوى لذلك لا يرون ضرورة لذلك. كما أن تأجيل المدارس له عواقب تعليمية واجتماعية واقتصادية لا مجال لنقاشها في الصفحة الطبية. وقد أوصت أكثر الدول المتقدمة بعدم تأجيل المدارس مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وسيقومون بتقييم الوضع بصورة مستمرة. أما فرنسا فقد قررت قفل أي مدرسة يصاب فيها ثلاثة طلاب بأنفلونزا الخنازير لمدة ستة أيام وذكرت أن الدراسة و التعليم سيتواصل عن طريق التلفزيون. ولم توص منظمة الصحة العالمية بقفل أو تأخير المدارس حتى الآن وتركت الأمر لكل دولة لتقيم الوضع حسب كل حالة. وعدوى أنفلونزا الخنازير بوضعها الحالي لا تدعو لكثير من القلق لأن الفيروس حتى الآن ليس عدوانيا. وقد يعترض بعض القراء على ذلك بسبب ما نسمع به من وفيات لأشخاص أصيبوا بأنفلونزا الخنازير. والحقيقة أن أكثر الوفيات هي لأشخاص مصابين بأمراض مزمنة وليسوا أصحاء. كما أن القارئ قد لا يعلم أن الأنفلونزا الموسمية (العادية) تحصد أرواحاً ما بين 250-500 ألف (مائتين وخمسين إلى خمسمائة ألف نفس) سنويا. ولكن ما يخشاه العلماء هو أن يندمج الفيروس الحالي مع فيروس آخر أو أن تحدث طفرة جينية للفيروس الحالي ينتج عنها فيروس شديد العدوانية وسريع الانتشار وهذا سيخلط كل الحسابات وسيغير جميع التوصيات (نسأل الله أن يلطف بعباده).
وقد أوصى مركز التحكم بالأمراض في أتلانتا بالتالي:
• إذا بقي الفيروس والعدوى كما هي في الأشهر الماضية:
o أن يبقى الطلاب والعاملون بالمدارس المصابون بالعدوى بمنازلهم لمدة 24 ساعة بعد زوال الحرارة (بدون استخدام خافض الحرارة).
o كما يجب عزل الأطفال المصابين بالحمى وأعراض الأنفلونزا عن باقي الأطفال حتى يتم نقلهم إلى منازلهم.
• إذا اشتدت العدوى وأصبح الفيروس أكثر عدوانية مما سبق:
o يتم فرز الأطفال والعاملين في المدارس عند وصولهم صباحا ويتم إرسال المصابين بالحمى أو أعراض الأنفلونزا للمنازل.
o الأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات الأنفلونزا مثل الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي أو مرض لسكر، عليهم البقاء في منازلهم.
o المصابون بالأنفلونزا عليهم البقاء في منازلهم لمدة أسبوع حتى لو اختفت الأعراض. وقد أوصت وزارة الصحة السعودية بإجازة لمدة أسبوع للمصابين بأنفلونزا الخنازير.ونوصي هنا بأن يقوم الآباء والأمهات بتدريب أبنائهم و بناتهم وتعويدهم على أهمية الغسل المتكرر لليدين وعدم لمس الأنف والعينين واستخدام المناديل عند السعال أو العطس والتخلص منها بعد ذلك. هذه الخطوات تعتبر من أهم طرق الوقاية من الأنفلونزا وغيرها من الأمراض التنفسية. كما يوصى أولياء الأمور بضرورة الحرص على أن ينام أطفالهم لساعات كافية لأنه من المثبت علميا أن نقص النوم يزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض الفيروسية وقد ناقشنا هذا الموضوع سابقا في هذه الصفحة. وكذلك الحرص على تناول الطعام الصحي.
أخيرا أقول إن المدارس لهذا العام ستبدأ عندنا في المملكة متأخرة نسبيا مقارنة بالدول الأخرى. لذلك من المهم متابعة ما يجري في الدول المجاورة والدول المتقدمة والاستفادة من تجربتهم في الأسابيع الأولى من الدراسة. ]
والسؤال المطروح هو: لماذا هذا القلق بشأن بدء المدارس؟ من المعلوم أن نسبة الإصابة بالأنفلونزا الموسمية ترتفع كل عام عند بدء المدارس كما أن وباء الأنفلونزا عام 1957 ارتفعت نسبة الإصابة به بعد بدء المدارس ولكنه من المعلوم أيضا أن بدء المدارس يصادف بدء موسم الشتاء في شمال الكرة الأرضية وقد يكون هذا هو سبب زيادة الإصابة بالأنفلونزا. كما أن الأطفال من أهم أفراد المجتمع الذين ينقلون عدوى الأنفلونزا ويعرف الأطفال عند علماء الوبائيات بناشري العدوى السوبر (super spreaders) لأن إفرازاتهم تحمل كمية أكبر من الفيروس، كما أنهم أقل اهتماما بطرق النظافة مثل غسل اليدين وتغطية الفم عند السعال مقارنة بالكبار، وهم كذلك يقتربون من بعضهم بصورة كبيرة ويتجمعون بأعداد كبيرة في فصول صغيرة كما أن مناعتهم أقل من الكبار لذلك هم عرضة للعدوى. كما أن دراسة فرنسية سابقة أظهرت أن الإجازة الصيفية وعدم التحاق الطلاب بالمدارس في الصيف يقلل من الإصابة بالأنفلونزا الموسمية بنسبة 18%. كل ما سبق يشير نظريا على الأقل إلى أن عودة الطلاب للمدارس قد يصاحبها انتشار أكبر للعدوى. ولكن هل تأجيل بدء المدارس سيحل المشكلة؟ يرى كثير من الخبراء أن تأجيل المدارس لن يمنع انتقال العدوى لذلك لا يرون ضرورة لذلك. كما أن تأجيل المدارس له عواقب تعليمية واجتماعية واقتصادية لا مجال لنقاشها في الصفحة الطبية. وقد أوصت أكثر الدول المتقدمة بعدم تأجيل المدارس مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وسيقومون بتقييم الوضع بصورة مستمرة. أما فرنسا فقد قررت قفل أي مدرسة يصاب فيها ثلاثة طلاب بأنفلونزا الخنازير لمدة ستة أيام وذكرت أن الدراسة و التعليم سيتواصل عن طريق التلفزيون. ولم توص منظمة الصحة العالمية بقفل أو تأخير المدارس حتى الآن وتركت الأمر لكل دولة لتقيم الوضع حسب كل حالة. وعدوى أنفلونزا الخنازير بوضعها الحالي لا تدعو لكثير من القلق لأن الفيروس حتى الآن ليس عدوانيا. وقد يعترض بعض القراء على ذلك بسبب ما نسمع به من وفيات لأشخاص أصيبوا بأنفلونزا الخنازير. والحقيقة أن أكثر الوفيات هي لأشخاص مصابين بأمراض مزمنة وليسوا أصحاء. كما أن القارئ قد لا يعلم أن الأنفلونزا الموسمية (العادية) تحصد أرواحاً ما بين 250-500 ألف (مائتين وخمسين إلى خمسمائة ألف نفس) سنويا. ولكن ما يخشاه العلماء هو أن يندمج الفيروس الحالي مع فيروس آخر أو أن تحدث طفرة جينية للفيروس الحالي ينتج عنها فيروس شديد العدوانية وسريع الانتشار وهذا سيخلط كل الحسابات وسيغير جميع التوصيات (نسأل الله أن يلطف بعباده).
وقد أوصى مركز التحكم بالأمراض في أتلانتا بالتالي:
• إذا بقي الفيروس والعدوى كما هي في الأشهر الماضية:
o أن يبقى الطلاب والعاملون بالمدارس المصابون بالعدوى بمنازلهم لمدة 24 ساعة بعد زوال الحرارة (بدون استخدام خافض الحرارة).
o كما يجب عزل الأطفال المصابين بالحمى وأعراض الأنفلونزا عن باقي الأطفال حتى يتم نقلهم إلى منازلهم.
• إذا اشتدت العدوى وأصبح الفيروس أكثر عدوانية مما سبق:
o يتم فرز الأطفال والعاملين في المدارس عند وصولهم صباحا ويتم إرسال المصابين بالحمى أو أعراض الأنفلونزا للمنازل.
o الأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات الأنفلونزا مثل الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي أو مرض لسكر، عليهم البقاء في منازلهم.
o المصابون بالأنفلونزا عليهم البقاء في منازلهم لمدة أسبوع حتى لو اختفت الأعراض. وقد أوصت وزارة الصحة السعودية بإجازة لمدة أسبوع للمصابين بأنفلونزا الخنازير.ونوصي هنا بأن يقوم الآباء والأمهات بتدريب أبنائهم و بناتهم وتعويدهم على أهمية الغسل المتكرر لليدين وعدم لمس الأنف والعينين واستخدام المناديل عند السعال أو العطس والتخلص منها بعد ذلك. هذه الخطوات تعتبر من أهم طرق الوقاية من الأنفلونزا وغيرها من الأمراض التنفسية. كما يوصى أولياء الأمور بضرورة الحرص على أن ينام أطفالهم لساعات كافية لأنه من المثبت علميا أن نقص النوم يزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض الفيروسية وقد ناقشنا هذا الموضوع سابقا في هذه الصفحة. وكذلك الحرص على تناول الطعام الصحي.
أخيرا أقول إن المدارس لهذا العام ستبدأ عندنا في المملكة متأخرة نسبيا مقارنة بالدول الأخرى. لذلك من المهم متابعة ما يجري في الدول المجاورة والدول المتقدمة والاستفادة من تجربتهم في الأسابيع الأولى من الدراسة. ]